حزب النزاهة والوطنية / جمعة عبدالله

اثبت الحزب الشيوعي العراقي ، عبر تاريخه الكفاحي الطويل ، ومن خلال التجارب الحزبية والسياسية ، اثبت بشكل لا يقبل الشك والمراوغة والجدل ، بان الحزب العراقي الوحيد ، الذي يحمل صفة النزاهة والوطنية ، بقامة مرفوعة بالشموخ العالي ، ولم تسجل عبر تاريخه النضالي ، اية شائبة او ريحة شك بالاختلاس وسرقة اموال الدولة ، وهو الوحيد الذي لم تتدنس أياديه بلوثة وباء الفساد المالي ، ولم يساهم في الفرهدة والغنائم ، مثل بقية الاحزاب والكتل السياسية الاخرى ، التي انغمست أياديها الى الاعماق بالمال الحرام ، والتي اعطاءها اكسير الحياة المالية ، بان اصبحت لديها مملكات مالية هائلة وضخمة من الفرهدة والغنائم ، والذي اتاح لها انشاء امبراطوريات اعلامية كبيرة بكل وسائلها ، السمعية والمرئية والمقروءة ، وكادر اعلامي بحجمه الضخم ، يساهم بفعالية كبيرة في ماكنة الدعاية والترويج ، والصرف الباذخ للأموال في الحملات الانتخابية ، في حين كانت ايام المعارضة للنظام الدكتاتوري البعثي ، تشكو العجز والضائقة المالية الكبيرة ، لكن بعد سقوط الحقبة البعثية ، ومجيء حكم المحاصصة الطائفية . فتحت الابواب مشرعة ليدخل غول الفساد المالي ، وتقسيم الكعكة العراقية ، وساهمت بظهور عتاوي الفساد ، التي نهبت البلاد والعباد ، بينما الحزب الشيوعي ، ومن خلال تقارير لجان النزاهة الرسمية ، لم تسجل شبهة واحدة بالفساد ضده ، عكس قيادات الاحزاب المتنفذة في البرلمان والحكومة ، سجلت مئات ، إذا لم تكن بآلاف الحالات ، في الاختلاس والسرقة والاحتيال بنهب خزينة الدولة ، بالاتهامات الجدية في ضياع او نهب عشرات المليارات الدولارات ، وهكذا عشعش الفساد المالي في مرافق ومؤسسات الدولة ، دون ان تتمكن الدولة ، بزج حرامي واحد في السجن ، لان نظام المحاصصة الطائفية ، لا يسمح ولا يبيح بذلك ، وبذلك اصبح طاعون الفساد المالي مصيبة كبرى حلت على العراق ، وعقبة حقيقية في عرقلة تطور البلاد ، نحو تحقيق الحياة الكريمة للمواطن ، بل ان وباء الفساد المالي ، جلب الارهاب الدموي والارهابين من لف لفهم من العصابات المجرمة ، ليعيثوا خراباً وتدميراً ، في كل مفاصل الحياة ، بما فيها حصاد عشرات الالاف من الارواح البريئة ، نتيجة الموت العشوائي ، الذي اصبح ظاهرة يومية معتادة في الشارع العراقي ، اضافة ان غول وشراسة الفساد المالي نخر الدولة الى الاعماق ، وجلب الفقر والعوز المالي . وحسب التقديرات ، تشير الى ارتفاع نسب معدلات الفقر . حيث بلغ سبعة ملايين شخص تحت خط الفقر ، والعجز الكبير في تقديم الخدمات العامة ، التي هي من الحاجات الاساسية للمواطن ، واصبحت القطط السمان عصي معرقلة في تطور البلاد ومسار العملية السياسية بالاتجاه الديموقراطية الحقيقية ، وليس المزيفة . لذلك من كل هذا الغيث السيء بعواصف الفساد المالي المدمرة . يبقى الحزب الشيوعي نظيفاً كالصفحة البيضاء الناصعة ، لأنه ولد ونشأ منذ تأسيسه المجيد ، لخدمة الشعب والوطن ، بتفاني وتضحية وفداء ، وعلى هذا الدرب الصعب قدم آلاف الشهداء الابرار ، قرابين من اجل الحرية و الديموقرطية ، بشعاره المركزي ( وطن حر وشعب سعيد ) وعلى هذا الطريق انخرط في صفوفه من جميع الطوائف والمكونات الشعب الدينية والقومية، التي تشكل اللحمة الوطنية للعراق ، والحزب الشيوعي الحزب الوحيد العابر للطوائف ، من مجموع الكتل والاحزاب السياسية الاخرى ، ان هذه الطوائف والمكونات في صفوف الحزب الشيوعي ، تمثل قوس قزح للراية الوطنية والهوية العراقية ، ولكن من المؤسف والمؤلم ، بان حزب النزاهة والوطنية ، لم يأخذ حقه العادل والمنصف بالانتخابات العامة ، بفعل عوامل كثيرة معرقلة ، خارج ارادة الحزب ، ومنها . سيطرة الثقافة الطائفية على الشارع العراقي ، والدعايات الاعلامية المغرضة ، الحصار الاعلامي ، المال الباذخ والضخم للأحزاب والكتل السياسية المتنفذة ، بينما الحزب يشكو الفقر المالي ، وكذلك المناخ التنافس غير العادل والمنصف بمورفين الطائفية والمال السياسي ، لشراء الاصوات الانتخابية ، اضافة الى هذه المعوقات ، يضاف اليها ، القانون الانتخابي المفصل بالضبط على قياسات الاحزاب والكتل المتنفذة . لهذه الاسباب وقع الاجحاف والغبن والظلم على الحزب الشيوعي في الانتخابات البرلمانية . ولكن مهما طال الزمن ، لابد ان يأتي اليوم الذي ينصف فيه الحزب الشيوعي ، وها طلائعه بدأت بالظهور .
المجد الى شهداء الحزب الابرار
المجد الى كل شهداء العراق الابرار
والف تحية الى عيد الحزب المجيد وهو يدخل عامه الواحد والثمانين ، والحزب يتجدد بثوب الشباب الطامح الى الغد السعيد