المرأة العاملة في العالم العربي والأقصاء الوظيفي وحقوق مسلوبة / فضيلة مرتضى

وضع المرأة يختلف بشكل عام في عموم العالم نظرا لأختلاف الأنظمة والقوانين والعادات والأعراف والثقافات للشعوب والقبائل بالأضافة الى الأختلاف الجغرافي المجتمعي في العالم.
وليس هناك دليل واضح على أن المرأة أخذت حقوقها بالشكل الكامل من خلال المساواة بين الجنسين في جميع المجتمعات في العالم .
المعروف بأن المرأة في الجزيرة العربية وفي عموم العالم العربي تخضع للعرف القبلي الذي لا يعطي للمرأة الحق الكامل في الحرية وفرص للعمل ألا في مجالات محدودة ويلاحقها الأقصاء الوظيفي دائما ولحد يومنا هذا بل وتراجعت نسبة مشاركة المرأة وخصوصا في السنوات الأخيرة حسب أحصائية عالمية . المشكلة في العالم العربي هناك أعراف تعتقد بأن المرأة لا تستطيع إداء أعمال معينة وتحاول قدر الأمكان إبعاد المرأة عن إدارة تلك الأعمال, ولذلك تواجه قيودا عديدة في التوظيف. وأيضآ هناك دول عربية كثيرة تمنع المرأة عن العمل ألا بموافقة الزوج وهذا منعطف خطير وظاهرة سيئة تضر الأقتصاد وأيضآ تسبب في خلق نوع من عدم التوازن في المجتمع. ومنع المرأة عن العمل هدر في القدرات والمهارات وبالتالي نقص في التنمية الأقتصادية.
المرأة العربية تمثل أدنى معدل في سوق العمل عالميا ومسألة الأختلاط من المشاكل الكبيرة التي تعوق عملها وهذا الشئ سلبي وضار حيث تقليص عملها معناه تقليص عمل نصف المجتمع فكيف تبني أقتصاد ناجح ومثمر في غياب نصف كادره. أذن تحرير المرأة معناه تحرير الأقتصاد ونموه, فقدرة المرأة لا يجب الأستهانة بها. والحقيقة شئ مقلق وجود عدد كبير من النساء مصنفات في خانة البطالة مما لاشك فيه هذه الحالة يزيد من أختلال أسس العدالة الأجتماعية ويوفر بيئة للصراع الأجتماعي وخلل في المساواة والأستقرار السياسي. ففي المجتمعات العربية تميز قانوني يعرقل وصول المرأة الى وظائف مهمة وفعالة في مؤسسات الدولة ومحتكرة فقط للرجال حسب مفاهيم خاطئة كانت سائدة في العصور قبل الأسلام وحتى بعد الأسلام ,على الرغم من أن في فترة الأسلام جرى بعض التعديلات في القوانين والعادات ولكن بقيت المرأة تحت هيمنة الرجل بشكل مطلق ,والمجتمع بقي ذكوريآ .
فبعد الربيع العربي 2011 حالة المرأة أصبحت أسوء وتراجعت أكثر وخصوصآ في ليبيا وتونس ومصر ويمن بسبب ظهور مفاهيم ظلامية وعنف وعودة الفكر الجاهلي القديم ,ففي كل العصور التي مرت على العالم العربي تكون المرأة في مواجهة العنف والظلم والأقصاء وهذا سبب تراجع العالم العربي والوقوع في فخ التخلف عن الركب العالمي وسبب آخر من أسباب تعويق الأقتصاد وتدهوره .
1_على الصعيد العالمي لم تحقق المرأة المساواة مع الرجل والدليل مطالبة المرأة دائمآ بإعادة الحقوق المسلوبة من خلال الأحتجاج والندوات على شاشات التلفاز ومحاضرات في الجمعيات والأندية الثقافية والجمعيات النسوية وأيضآ واضح جدآ من خلال إحصائية عالمية تخص موضوع نسبة العمالة عند النساء في سوق العمل وعدم مساواتها مع الرجل.
2_في الدول العربية المرأة ليس لديها نصيب من التقدم في أنتزاع حقوقها والسبب هيمنة الرجل عليها وغياب قانوان يمنحها المساواة مع الرجل وإن وجد فهو قانون معوق وأيضآ أسباب كثيرة أخرى ذكرتها .
3_ في مجال العمل تتعرض للأضطهاد الطبقي والأجتماعي والجنسي وأيضآ هناك شواهد وحقائق موجودة في دهاليز المحاكم وأيضآ هناك أحصائية عالمية تذكر نسبة تعرض المرأة للأضطهاد الطبقي والأجتماعي والجنسي وموثوقة.
4_ هناك فرص عمل للمرأة ولكن على نطاق ضيق جدا والخلل يكمن عند أصحاب الشركات والمعامل فالمرأة في الدول المتقدمة تحصل على العمل بسهولة ولكن أيضآ هناك اجحاف عند الرواتب حيث يوجد تمايز وعدم مساواة مع مايكسبه الرجل وهنا يظهر صورة عدم المساواة بين الجنسين وفقدان العدالة الأجتماعية.
5_ في قسم من الدول المتقدمة يحصل الرجل على إجازة أبوية وهذا شئ جميل يدل على أن الرجل والمرأة متساويان في الحقوق والواجبات وبأن الطرفين لديهم الوعي الكافي في المسؤولية تجاه الأبناء وبأن تحت ظروف خاصة على الزوج القيام بهذه المهمة للصالح الخاص والعام وفكرة جيدة وممتازة وحضارية وحبذا لو تطبق في جميع بلدان العالم.
6_ نسبة البطالة في صفوف النساء القادرات على العمل في أوقات الأزمات يزيد من حجم الأزمة الأقتصادية على العكس من مشاركتها في وقت الأزمات ..تفتح الأجواء للأستفادة من طاقتها فالمرأة ذكية جدا وقادرة على تحمل المسؤلية وأيضا بارعة. من الأجحاف تجاهل قدرتها ومهارتها , لقد أثبتت بأنها قادرة على إدارة كبرى المؤسسات العالمية والأعمال التجارية وحتى كرئيسة لدولة عظمى وممثلة دبلوماسية بارعة وفي الصحافة يشار اليها بالبنان وتجدها في المعامل نشطة وتعمل بجد ومهارة وفي مؤسسات التربية والتعليم والفنون بمختلف أشكاله والأدب والشعر بالأضافة الى إدارة شؤون الأسرة ,ولذلك من المؤسف تجاهل طاقتها في بناء الأقتصاد وخصوصا في فترة الأزمات الأقتصادية.
7_ تحرير المرأة معناه تحرير الأقتصاد من الجمود وتحرير المجتمع وترسيخ المساواة في جميع الأنظمة الموجودة في العالم, والمهم الأستفادة من قدراتها ككائن نشط وبالتالي ليست هذه منة عليها ولكن من حقها العمل والكسب المادي كمواطنة ومن حقها العيش بأمان وكرامة.
8_ على الرجل أن يسعى ويناضل من أجل نيل المرأة لحقوقها , مما لاشك فيه فأن المكسب كبير ويدر على الجميع الفائدة والرقي ونمو أقتصادي وأستقرار أجتماعي وخلق مجتمع خالي من الأمراض النفسية .
9_ وعلى النقابات العمالية والأحزاب السياسية اتخاذ موقف قوي ضد صراعات القوى الرأسمالية العالمية والمحلية سواءآ على صعيد الأحتجاجات أو الأعتصامات او المسيرات السلمية للمطالبة بالحقوق للجميع سواءا كانوا نساء أو رجال المهم إتخاذ موقف ايجابي أمام المجتمع ولمصلحة المواطنين والعيش في كنف دولة قوية أقتصاديا
كلمة أخيرة أطلقها : على العالم أن ترى المرأة بعقول أكثر ذكاء ويعطون لها الحق بالعمل والمساواة لصالح المجتمع ولبناء أقتصاد متين وحر وترسيخ أسس العدالة الأجتماعية.
{بمناسبة عيد العمال العالمي نهنئ عمال العالم جميعا بعيدهم الأغر ونهنئ عمالنا في عراقنا العزيز راجين لهم العزة والكرامة والأمان ,وتمنياتنا للجميع بحياة حرة كريمة في أجواء الحرية والعدالة الأجتماعية}