الوضع خطير ويتطلب الصدمة! / حمزة عبد

ليس تطيراً، وإنما بمتابعة متواضعة للوضع العسكري الذي نحن فيه في العراق وفي منطقة الرمادي بالذات الواسعة الأطراف وبإمتدادها الصحراوي الكبير وبتواجد قوات الظلام داعش المدعومة من قبل ضباط نظام صدام حسين المقبور الذين لهم دراية جيدة بالمنطقة وتفرعاتها والقادرين على إستغلال الثغرات وإستعمال السيارات والشاحنات المفخخة وبقيادة انتحاريين يريدون الانتقال الى عالم "الحواري وجنات الفردوس التي تجري من تحتها الأنهار"، في وقت إستشرى فيه الفساد المالي والإداري جراء سياسة المحاصصة الطائفية المقيته حيث لم يتم بناء جيش وطني، بل تم بناء جيش هش معظم منتسبيه "فضائيون" بإعتراف رئيس الوزراء نفسه، لذا فإن التوجه الحميد من أجل بناء جيش وطني قوي ومهني وبتسليح مناسب، لا يتم إلأ إذا توفرت النية الصادقة!! لذلك أصبح لزاماً لتحقيق هذا التوجه توفر الوقت الكافي، فهل من المعقول ان ننتظر حتى يدخل الدواعش بغداد وكما هو معروف فهم متواجدون في كرمة الفلوجة القريبة من بغداد، وحزام بغداد غير آمن وربما تتواجد الخلايا الداعشية النائمة في حدود بغداد، هذا ونحن في وضع فيه يقوم بعض السياسيين وبسبب الصراع الطائفي والمناطقي بمباركة إنتصارات الدواعش وربما يسهلون إمتداداتهم.
وهنا السؤال المهم هل أن هذا الوضع لا يتطلب التنازل عن العنجهية غير المبررة، ألا يتطلب التصرف بحكمة من أجل تجنب وقوع مئات الآلاف من الضحايا الجدد، ولا يتحقق هذا إلا من خلال حشد كل الإمكانات من أجل المعركة وحشد القوى السياسية والاجتماعية الوطنية المخلصة وزجها في المعركة وتشخيص العناصر التي تغازل الارهاب وإبعادها عن القرار السياسي والعسكري، والتوجه بدون تردد الى الخارج للحصول على مساعدات عسكرية فورية والعمل على إحراج الولايات المتحدة الامريكية للالتزام بتعهداتها التي جاءت في المعاهدة الأمنية وضرورة التنسيق مع قوات البيشمركة التي اثبتت في الواقع أنها قوة فعالة وقد إستطاعت من تكبيد العدو خسائر كبيرة وأستعادت منه الأراضي التي أحتلها وتمكنت من الامساك بها .
إن الوضع خطير، والقوى السياسية المتنفذة مشغولة بامتيازاتها ومصالحها وخلافاتها مستمرة حتى أنها وصلت حتى الى داخل الكتلة الواحدة والحزب الواحد، ويومياً نسمع عن الخلافات التي وصلت الى الإحتماء بالعشيرة وممارسة التهديد والعطوى بين عشيرة وأخرى، فهل هذا الوضع الصعب الذي نعيشه لا يتطلب دعم ومساندة قوى صديقة تتدخل على الاقل لمسك الأرض المحررة ومسك الحدود لمنع حركة الإرهاب الذي يهدد العالم ودول المنطقة فالجميع معني به، ألم تتحرر بيجي سابقا فأين هي الآن وكذلك الانبار.
إن الوضع خطير ويتطلب الصدمة.