الطموحات كالأحلام.. تتدخل في حياتنا كثيراً / ريسان الخزعلي

في العدد 199 من جريدة «طريق الشعب» الغراء، الصادر يوم 28 أيار 2015 وعلى صفحة كتابات، طالعت مقالة الدكتور علي الخالدي والتي كانت بعنوان «بين احلام العم ناصر وطموحات الخزعلي»، والمقالة في موضوعها رد يعارض ولا يجد صوابا في ما تمنيته من طموحات وردت في عمودي هذا في عدد الجريدة 166 بمناسبة الذكرى 81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي المجيد. لقد ربطت المقالة بين قول العم ناصر الاستفهامي (يمتى نحلم؟) ومادة عمودي واعتبرت ما جاء فيها يمثل ردا على تساؤل العم ناصر. وقد فات الدكتور ان سؤال العم ناصر المغرق بشعبيته، يطلب جوابا لتحديد زمن الحلم بدليل الاستفهام (متى؟) وكأنه لم يحلم حتى اللحظة؛ اما طموحاتي التي وصفتها المقالة بالوردية وهي كذلك فعلا بهذا اللون، وحالمة باستمرار باتجاه مسك اهداف هذه الطموحات التي لم تكن عصية على ان تتحقق لانها محسوسة ومدركة ومتحققة ايضا بنسبة او اخرى، وان الطموحات هي الاخرى كالأحلام- احلام الصحو لا أحلام النوم تتدخل في حياتنا كثيرا، وتمنحنا قدرة اضافية على الوصول الى ضفاف غير مأهولة او لم تكتشف بعد. (اننا) موصوفون (بالحالمين) وهذه من صفات الذين ليسوا كسواهم (فما ان ينتهي طموح المرء، حتى ينتهي ان يكون ثورياً)، من هنا اجد ان هذا الربط بعيد عن الدقة وقد لا يخلو من تهكم ما!
لقد اوضحت مقالة الدكتور ما يمر به وطننا العزيز من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وبنيوية جديدة وغريبة في الوقت ذاته، ولا اقصد (بالجديدة) صفتها الايجابية، بل العكس تماماً، وانا اشاطر الدكتور تشخيصه الذي لا يمثل انفرادا خاصا به، وانما هو تشخيص جمعي، وقد ورد مثل هذا التشخيص في ادبيات الحزب من خلال البلاغات التي تصدر عن اجتماعات اللجنة المركزية ومكتبها السياسي، اضافة الى النشريات الخاصة، وكلها تدعو للتذكير والانتباه والمشاركة في التغيير. وقد خلصت المقالة الى القول: اننا لن نطمح ونحلم الا بعد تحرير الارض وبعد ان نلمس التغيير الحقيقي المنشود على ارض الواقع. وبذلك يكون الدكتور رغم النفي الآني، قد عاد بشروط الى موضوع الطموح والحلم، الذي انكره عليّ!
ان كل تحرير او تغيير لا يتم الا بطموح التحرير والتغيير اساسا، ومثل هذا الطموح يتحقق بوسائله المقاومة المتنوعة: الجسدية والفكرية والثقافية والفنية والمادية، بمعنى ممارسة الدور الايجابي المتاح الذي يجب الا توقفه الظروف الصعبة الطارئة؛ لان مثل هذا الايقاف يعني استمرار الحال على ما عليه دون بريق من خلاص.
هذه هي الفكرة التي اردتها من طموحاتي الابداعية والثقافية والفنية، وقد تمنيتها على حزب هو المعرف بها والمؤسس لها، وما كانت بتعجيزية. ألم تكن المقاومة في سجن نقرة السلمان فكرية وثقافية بالاساس؟ وقد انتجت ابداعاً ومبدعين ما زالوا يواصلون الدور والفعل تأثيرا واثراً (الثوريون بدون فن يصدؤون). تحية طموحات كبيرة اهديها الى الدكتور علي الخالدي. وبالعراقي:
دكتور خل إنغير عنوان المقالة الى.. « بين طموحات الخزعلي واعتراضات الخالدي»، هسه العم ناصر شعليه!