لن ينقرض الشيوعيون أبداً / زاهد الشرقي

يقول الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت: لا يكفي أن يكون لنا عقل جيد، الشيء المهم هو أستخدامه بشكل جيد. لأن فكر الإنسان وطرحهِ لكافة مفاصل الحياة ومعالجة سلبياتها هو الحقيقة، التي لا يمكن أن تغيب مهما كان الزمان مظلماً أو المكان تحت حكم طاغية أو فاسد أو فاشل. لأن شمس الحرية سوف تشرق لتمزق تلك المسميات البائسة بقوةٍ وإصرار.
81 عاماً، والحزب الشيوعي العراقي، باقٍ بوجه كل الظلم والاضطهاد. فكيف يأتي اليوم من يقول بأنه سوف (ينقرض) ؟
ولعل أهم أسباب ( انقراض) الحزب وفق ما تم نشره في احد المواقع المعروفة التوجه والتمويل. والتي تم ذكرها بطريقةِ تدُلُ على مدى خوفهم من الفكر الصحيح، والتعاطي الجيد مع كل الأحداث العراقية. تلك الوسيلة والآلية التي أتبعتها قيادة الحزب. لأنهم يفكرون بوطنٍ وشعب، وليس لمجموعة أشخاص كما يفعل الآخرون.
لقد عزف المنافقون على وتر الطائفية، والتفرقة، وتشتيت أبناء الوطن الواحد. ولا يمكن لحزبٍ عريق التأريخ أن يعمل بعاطفةٍ من دون وعيٍ وإدراك. لأنه هنا سوف يخسر الكثير.وهذا ما لا يريده أبناء الشهيد الخالد (فهد).
يمكن للشيوعيين أن يستغلوا أفكارهم الرائعة، ويتقربوا من كافة المسميات والمناصب. وبكل سهولةٍ سوف تجدهم فوق الكراسي. فلا يوجد أفضل منهم فكرياً، ولا يوجد أفضل منهم من ناحية تشخيص الأخطاء، وتحديد مدى احتياجات الناس. ولكن عندما يبيع الإنسان فكرهُ من اجل مصلحةٍ شخصية أو فئوية أو مذهبية، هنا لا يختلف عن أي سلعةٍ أخرى تباع بأبخس الأثمان.
أما التبريرات وطرح أمور في غاية السذاجة من قبل البعض ضد الشيوعيين. هنا يتأكد لنا مدى خوف هؤلاء من المستقبل. فبعد سنواتٍ من الفشل في كل شيء، يأتون اليوم ليرموا كل شيء على حزبٍ لم ولن يسقط أو ينقرض. ولكن يخشون الاعتراف بأن هذه الأرض العراقية والناس سوف ترفضهم والى الأبد. وتعلن رسمياً (انقراضهم) هم الذي بدأ منذ أول يومٍ تم حكم العراق فيه بطريقة (توزيع المناصب للطوائف وأمراء الحروب).
الشيوعيون أول من حارب الإرهاب بكل ألوانهِ. فالإرهاب ليس فقط أن تقتل الأبرياء أو تخرب المدن، بل الإرهاب أيضا هو الفساد الذي يُعد أول ركيزةٌ يستند عليها، وقدم الحزب التضحيات والشهداء. ولكنه لا يتاجر بدماء شهدائهِ, فهذا الحزب كان ولا يزال شعاره دوماً وأبداً التضحية في سبيل العراق والشعب الجريح.
ليعلم المتصيدون في الماء العكر، بأن انقراض الحزب الشيوعي العراقي يحدث متى ما انتهى الفكر عن الإبداع، ومتى ما توقفت الكلمة والحرف عن طرح هموم لناس. وهذا لم ولن يحصل أبداً لان الأفكار لا تموت، فقط الفاشلون والفاسدون والمتاجرون بالوطن، من نهب البلاد والعباد، هؤلاء هم المنقرضون، لأنه لم يعد لهم سوى عناوين خاوية .
سلاماً لحزب الكادحين والعمال.. سلاماً للأيادي البيضاء التي لم تتلطخ بدماء وأموال الشعب العراقي الجريح، والخزي والعار لمن تاجر بهموم الناس، وسرق أموالهم ونهب خيراتهم، وزرع الفتنة بينهم... سلاماً لحزبٍ واضح، كوضوح الشمس ولم يكن يوماً خلف الكواليس.