المنبرالحر

تركيا لا تستهدف داعش !! / خليل كارده

منذ أكثر من عام يحاول يحاول اوباما اقناع نظيره التركي في الانضمام الى التحالف الدولي لمحاربة داعش وفتح قاعدة انجيرليك امام القوة الجوية للتحالف ، وكان الاتراك يرفضون الانضمام بحجج واهية لان ببساطة لم تكن داعش بالمنظور عدوة لهم ، بل على العكس كان الاتراك يدعمون داعش في جميع المجالات ويقدمون لهم يد العون لمحاربة الكورد في سوريا وبالاخص وحدات حماية الشعب الكوردي ولا ننسى كم التسهيلات التي قدموها الاتراك لداعش بغية سقوط كوباني .
ولكن حسابات الاتراك باءت بالفشل على صخرة صمود وبسالة وحدات حماية الشعب البطلة وأنتصر الكورد في كوباني وبدأوا بالتقدم نحو المناطق الاخرى لانتزاعها من داعش ، ولكن هذا النصر لم يفرح الاتراك مما اربكت حساباتهم .
والعامل الاخر الذي اود أشير اليه هو الانتصار الساحق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي حصد أكثر من ثمانين مقعدا في البرلمان التركي وسحب البساط من تحت ارجل الحزب الحاكم( الاغلبية السياسية )، وكلنا شاهد كيف اوغلوا واردوغان كانوا يبكون بحرقة ومرارة على نتائج الانتخابات البرلمانية العامة في وسائل الاعلام المختلفة .
خروج ايران من مفاوضات عسيرة مع الجانب الامريكي منتصرا ، واقوى من ذي قبل وزيارة وزير خارجيتها لدول المنطقة والتبليغ بأن المعادلة السياسية في المنطقة سوف تتغير ، والاستقطابات السياسية بموجب ذلك سوف تتغير ، هذا عامل أخر .
والفراغ السياسي الذي يعيشه الاتراك من عدم تشكيل الحكومة الائتلافية حتى هذه اللحظة مما ولدت أزمة داخلية برفض الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي من الانضمام الى الحكومة المزمع تشكيلها وتسيير الحالة السياسية .
كل تلك العوامل مجتمعة أدت بحزب العدالة والتنمية الى الارتباك وفقدان التوازن دون أن يفكروا في مصلحة بلدهم و المغامرة بتصدير ازمتها الداخلية الى الخارج .
منذ 2013 هناك عملية تصالحية سلمية بين الاتراك وحزب العمال الكوردستاني ، وأتفق الطرفان على ما يبدوا على صيغة حكم ذاتي ثقافي تحت ضغط الاتحاد الاوروبي الذي من احد شروط انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي حل المسألة الكوردية سلميا .
لكن في السنة الاخيرة بعد شهور من التسويف والمماطلة التركية فاجأ ارودغان المتفاوضين برفض عملية السلام والتنصل من هذه المبادرة ، وأعلن بأن ليس في نيته مواصلة عملية السلام .
وبعد العملية الجبانة في سوروج والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيدا ، انتهز اردوغان هذه الفرصة المؤاتية له و استجاب الاتراك اخيرا للطلب الامريكي وفتح قاعدة انجيرليك امام التحالف الدولي لقصف مواقع داعش الافتراضية في العراق وسوريا ، مقابل شرط ان يسمح الامريكان لهم بمهاجمة قواعد حزب العمال الكوردستاني في قنديل جنوب كوردستان ، ورفع الحماية الامريكية عن وحدات حماية الشعب الكوردية .
استراتيجيوا اوباما الاغبياء فضلوا الاتراك على الكورد ، وجاء الهجوم التركي مفاجئا على قواعد حزب العمال الكوردستاني لان قيادات العمال ما زالوا يؤمنون بالمسيرة السياسية ، ونعت البيت الابيض العمال الكوردستاني بالمنظمة الارهابية .
هذه هي حال السياسة الامريكية الغبية في المنطقة لا صداقات تعنيهم بل يلهثون وراء مصالحهم فقط دون اعتبار لاي حالة .
وعليه فان الذي انتهك وقف اطلاق النار وتنصل من العملية التفاوضية السياسية هم الاتراك ( للعوامل التي وضحتها في المقالة ) وليس حزب العمال كما يدعي ذلك حتى بعض الاطراف الكوردية مع الاسف لاسباب مصلحية حزبية .
في هذا السياق انتقدت وزيرة الدفاع الالمانية الهجوم التركي على مواقع الكريلا ووصفته بغير المحق ، واضافت اورسولا فون " يجب على تركيا الرجوع الى طاولة المفاوضات والسلام ، وتركيا بحربها ضد الكورد تكون قد حاربت ، أقـوى المنتصرين على داعش ،
ولذلك فلن يعني هجومها على داعش شيئا ".