حكم الأثرياء .. وإستغلال العراقيين / جواد القابجي

يوماً كنتَ قد قرأت وصيّة كتبها الراحل لينين رحمه الله ، وجدت من ماكتب فيها (( زيدوا عدد أعضاء مجالس السوفييت ، اللجنة المركزية والمكتب السياسي حتى تزداد الآراء في مناقشة أُمور البلد وإختيار الحل الأنجع ،وستخفَّف الصراعات والمنافسات بين من سيتحمل المسؤلية ، وقد ركَّز في وصيّته على الإهتمام بصعود كوادر تنحدر من الطبقات الفقيرة والتي ذاقت ماذاقته من ظلم مستغليهم و لإحساسهم بمعاناة الفقراء ..
لكني كنتَ يوماً في زيارة الى ألمانيا الاتحادية في العام 1990 بعد رفع منع السفر عن العراقيين ، أثناء مكوثي في بيت أخي علي القابجي وجدت في مكتبته كتيب - كراس - عنوانه ( وصيّة الإمام الخميني طيب الله ثراه ) وحين قرأته تذكّرت وصية لينين وكأنها منسوخة طبق الأصل في التوصية بزيادة عدد أعضاء مجلس الشورى للثورة الإيرانية ،والثاني الأهم هو الدعوة الى تركيز القيادة بيد ( المُستَضعَفين ) .. ، لأنه لايمكن للبرجوازية الكبيرة أن تمتلك من الإحساس بمعاناة الفقراء ، وهذا حقهم لأنهم لم يمرّوا يوماً بحالات الفقر والإسغلال ، وكيف يصلحون شيئاً لم يعرفوه أبـــــــدا .. ؟؟؟؟
إنها مقدمة مختصرة ولا يمكن أن أدخل أكثر في التفاصيل ، لأني في موضوع مهم وله صلة بحياتنا وواقعنا العراقي المُر ..
حدثت لقاءات كثيرة من قبل وسائل الإعلام والفضائيات العراقية بعدد كثير من أعضاء البرلمان العراقي ( حفظهم الله جميعاً من شرور وعبث الفقراء) يا الله .. وحين يسأل المحاور كل برلماني عن إمكانياته المادّية قبل أن يكون نائباً وبعد ذلك .. على الإطلاق الكل يقول : أنا كنتَ صاحب أموال كثيرة وعقارات وماشاء الله ..!!!!!!!!
هنا أتساءل : إذا كان البرلماني - أعتقد بأن أغلبهم غير مُنْتَخبين لأن البيع والشراء بالمقاعد قد إنكشف بواسطة الإعلام الشجاع من القنوات الفضائية مثل البغدادية والفيحاء وو وقنوات أُخرى أيضاً شجاعة يطول تعدادها - أتساءل : إذا كان البرلماني من الأثرياء الكبار ، فكيف له أن يعرف بألم ووجع وجوع الفقير ؟؟؟؟؟
مع كل هذا فإن شراهة التسلُّط من أجل زياة الإثراء ، دفع البعض لتشكيل الميليشيات وصناعة الإرهاب .. ودخول التناحر الدموي والذي يذهب ضحيته دائماً فقراء شعبنا المغدور والمسروقة ثرواته ويُحرق بثروته النفطية من أجل حفنة من الحرامية ..!!
أكيد هناك رجلٌ عظيم وشجاع لايخاف في الحقِّ لومة لائم حين قال :
(( ماوجدتُّ نعمةٍ موفورة ، إلّا وبجانبها حقٌ مغصوب )) الإمام علي (ع)
آخر الفضائح - ليست آخرها - عن النائبة ( الجواري ) تهدد بالشكوى على الإعلامي الشجاع ( أنور الحمداني ) الذي وجده المغدورون والمنهوبة حقوقهم لسان حالهم .. وعلى البغدادية .. لأنها ظهرت من خلال برنامج ( لقاء مع نائب صائم - المصيبة كلهم صيام ) وصرَّحت بانها في وقت أكبر موظف عراقي كان يأخذ راتب ثلاثة آلاف دينار ، كانت هي تستلم إيجار عمارتها أكثر من مليون ونصف دينار ..!!!!! إضافة الى إمتلاكها شركة صناعية !! وبنفس الوقت تسكن في أحد القصور الرئاسيّة الفارهة - وبدون ان تدفع ثمن إيجار للدولة !!!! خطيَّه امنين اتجيب لأن الإيجار غالي !!!!! في نفس الوقت هناك في بعض المحافظات مدارس مبنيّة من الطين والبردي !!!!!!!!..
بالله عليكم هل هؤلاء لديهم النفسية والإستعداد للدفاع عن العراقيين وأموالهم المنهوبة بأيديهم ، وهل يوجد حرامي يدافع عن المسروق ؟؟؟؟
السيدة النائبة .... الجواري ، تتهم فضائية البغدادية بعملية تهريب السجناء من سجني أبوغريب والتاجي .. ما شاء الله على هذا الذكاء الخارق ، هل تقول لنا النائبة ، لماذا سكتت اذا هي – كانت - تعرف بكل الأمور وهل هكذا وثق بها الذين إنتخبوها ، أن تخفي الأشياء الخطيرة إلا في وقت العركات الشخصية ؟؟؟
*************************
ليتني اسطيع بث الوعي في بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عمّا ينطوي تحتَ العمائم
من مآسٍ تقتل الحقَّ وتبكي .. أين حقّي
*********** للراحل محمد صالح بحر العلوم