معاناة المرأة العراقية / عادل حكمت

في كل دول العالم ذات الحكومات المتحضرة تحتفي نساؤها بعيد المرأة وسط دعم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية .... وتشحذ المؤسسات التشريعية العليا هممها لاقرار مشاريع قرارات تدعم نصف المجتمع لانهم يعون ان هذا النصف يقع على عاتقه بناء الطفل والذي ينعكس بشكل ايجابي في بناء المجتمع ليرتقي البلد الى افضل مواقع التحضر خدمة للانسانية .
اما في عراقنا القديم والحديث فقد عانت المرأة فيه بسبب الانقلابات التي تخلق اوضاعا سياسية شاذة والتي تنعكس سلبياتها على المرأة بشكل اكبر بدءا من الاعدامات التي طالت المئات من العراقيات المناضلات على ارض العراق القديم والحديث، كما عانت من فقدان الاب والاخ والابن والزوج والحبيب بسبب الحروب العبيثة التي قامت بها الانظمة الحاكمة التي حكمت العراق، وليس آخرها العمليات الارهابية التي تقوم بها المجموعات المجرمة من تفجيرات وقتل على الهوية والدين والمعتقد.
اما في العامين الاخيرين فقد شهدت المرأة احداثا دموية لم تشهدها البشرية منذ العصور الغابرة .... فمنذ سقوط ثلث العراق بيد التنظيم الارهابي دولة العراق الاسلامية في العراق والشام لاسباب عديدة ... عانت المرأة في تلك المناطق من افظع الجرائم .
المرأة الايزيدية طالتها يد الجريمة بشكل منقطع النظير بدأت في اسر الآلاف منهن من قبل التنظيم الارهابي وقتل كبار السن منهن والتمثيل بجثثهن ، وسبي الشابات والقاصرات والاعتداء عليهن واحتقارهن وعرضهم في الاسواق لبيعهن بابخس الاسعار، والانكى من ذلك ان المجرمين يقدسون هذه الجرائم ويتخذونها منهجاً لهم .
كما شهدت المرأة المسيحية والشبكية والتركمانية من الطائفة الشيعية والتي يعدها عناصر داعش عدوة لهم، جرائم اخرى اقل وطئا من السبي والقتل والاعتداءات الجنسية فقد هربن في الليالي المشؤومة التي غزا فيها "داعش" مناطقهم وقراهم الآمنة والتي استحوذ "داعش" على كل املاكهم ..
تلك الليالي كانت اشبه بكابوس مرعب لم تعهده العائلة العراقي، فقد هامت الأم وهي تحمل اطفالها ويتبعها الاخرون في غياهب ظلمات الليل طلبا للنجدة والملاذ الآمن .
معاناة المرأة والتي تمر مناسبة عيدها هذه الايام مستمرة حتى بعد وصولها وعائلتها الى الملاذ الآمن في كردستان العراق او باقي المحافظات العراقية الامنة بسبب الفساد المالي والاداري الذي طال مخيماتهن في تلك المحافظات والذي جعلهن عرضة لقسوة الطبيعة من برد قارس وامطار وثلوج شتاءً، الى لهيب الحرارة صيفا، وحتى لقمة العيش اصبحت عسيرة بسبب الفساد .
يتحتم على الحكومة اتخاذ الاجراءات الآنية الضرورية وقبل وخلال الشروع في تحرير مناطقهم :
1- ايصال المساعدات العذائية وبشكل دوري الى مخيمات النازحين او مناطق سكنهم .
2- فتح تحقيق وبشكل علني في كل قضايا الفساد التي طالت حقوق النازحين المادية والمعنوية .
3- تامين كل الاحتياجات الضرورية الاخرى من اجل انصافها.
يتحتم على الحكومة العراقية أن تخفض رواتب البرلمانيين والدرجات الخاصة والصرفيات غير المبررة من اجل توفير لقمة العيش الرغيدة للمرأة العراقية من خلال منح رواتب رعاية اجتماعية شهرية لغير العاملات منذ ولادتها وطوال حياتها .
كما يجب تفعيل قوانين حماية المرأة من التقاليد العشائرية البالية وتشريع قوانين جديدة في حالة عدم وجودها لضمان حقوقها.