مستنقع الاسلام السياسي/ احمد عبد مراد

لم يتجرأ احد ان يتهم الاسلام ورموزه وقواه السياسية بالفساد والخداع والغش والتزوير وسرقة المال العام والاستيلاء على اموال الناس وممتلكاتهم ومصائرهم والمتاجرة بالقيم والمبادئ الاسلامية مثل ما سببته واكدته مسيرة القوى والاحزاب الاسلامية ذاتها ، حيث ان الاسلام السياسي المهيمن على مقاليد الامور ومفاصل الحياة الاساسية في العراق منذ العام 2003 قد نحا بالدولة والمجتمع منحا مدمرا اضر كثيرا بالاسلام قبل غيره وكذلك بالمجتمع العراقي وبخاصة طبقاته المهمشة والفقيرة وسحقها حتى العظم وهي اي قوى الاسلام السياسي لطالما نصّبت نفسها واعطتها الحق المطلق والوحيد على انها المدافع الوحيد والامين عن الاسلام والمسلمين والضعفاء في الارض ..ولكن ما ان هيمنت احزاب الاسلام السياسي على مقاليد الامور في البلاد حتى بان زيف ادعاءاتها وبطلان دعواتها الاصلاحية المفترضة، كونها القائمة على الاصلاح والتغيير والحرص على المال العام ومراعات احوال الفقراء والمساكين وابناء السبيل ..حيث لم يشهد العراق منذ الخمسينات عندما تعاقبت حكومات وانظمة سياسية مختلفة المشارب والتوجهات على حكم العراق ، فسادا مدمرا في كل مناحي الحياة كما هو حاصل في زمن حكم الاسلام السياسي سواء في المجالات السياسية او الاجتماعية والاخلاقية بشكل عام مما دفعت تلك القوى بتصرفاتها واعمالها المشينة عامة الناس للخروج بمظاهرات واحتجاجات ومسيرات تندد وتدين وتشير باصابع الاتهام والادانة لما تسببت به قوى الاسلام السياسي من ظلم وقهر وحرمان لجماهير الشعب الفقيرة الكادحة ولما اوصلت اليه البلد من ضعف ومهانة وتقهقر وارتهان بين شعوب المنطقة والعالم، ناهيك عن ضياع ثلث اراضيه نتيجة احتلالها من قبل عصابات الكلاب السائبة امثال داعش وحلفائها.
اليوم وبعد ان بانت الامور على حقيقتها وكشف المستور ونزلت الجماهير الى الشوارع والساحات تنادي بشعارات تدين بوضوح ودون لبس او مواربة بان من اوصل البلاد والعباد الى هذه الاحوال المزرية هي السياسات الرعناء والادعاءات الفارغة التي طالما تشدق بها وتمترس وراءها واحتكر لنفسه الحق والحقيقة دون غيره الا وهي الاحزاب النافذة والمهيمنة على مقاليد الامور والحكم والسلطة ..ولكن وبعد كل هذا وذاك تحاول اليوم تلك الاحزاب والقوى السياسية ان توزع مكارمها الخائبة على شركائها وتتبرئ من انفرادها في حصول تلك المآسي والآلام وتشرك القوى الاخرى بما وصلت اليه البلاد من دمار وخراب فراحت تحاول التملص والتحجج والمغالطة وذلك بادعائها بانها ليست هي وحدها من تحكم وتدير البلاد وانما هناك قوى مختلفة تشترك معها في الحكم وادارة امور البلاد معها ، ولكن نحن نتساءل من تلك القوى التي تشارك في ادارة الدولة ..هل المقصود بها الحزب الاسلامي ( الاخوان المسلمين) وحلفاؤهم المنضوون في اتحاد القوى؟ نعم هذا صحيح ولكن ما الفرق بين احزاب الاسلام السياسي الشيعي وبين احزاب الاسلام الساسي السني فكلا الطرفين يحتكر لنفسه الحقيقة والسلطة والادعاء بالتفويض من قبل الله بانه صاحب الحق والقول الفصل فيما يقع على العباد والبلاد وتصريف شؤون الدولة وشؤون الرعية دون منازع.