رغم الحزن سنفرح ونستمر / حسن مظلوم

كل ايامنا ملغومة بالانفجارات ولم يعد هناك يوم واحد يمكن ان نفرح فيه. حتى صار الحزن اكبر من حجم القلب وابعد من مساحة الوطن، لا احد يريدك ان تفرح وقد خانتك كل ايام فرحك.
فرحت بسقوط الصنم، فوجئت بالحواسم وقد نهشوا جسد الوطن بسبعة ايام تلتها عصابات الجريمة المنظمة التي سلبت وقتلت لأتفه المغريات الدنيوية.
فرحت بالدستور وبالعراق الديمقراطي الفيدرالي الجديد. فوجئت بديمقراطية استهزأت بابسط حقوق الانسان وبفيدرالية لا تتعدى التقسيم على اساس المحاصصات الطائفية والغاء الهوية الوطنية. فرحت بعودة الاحبة الذين هاجروا من البلاد خوفا من بطش الدكتاتورية. فوجئت بهجرة الملايين خارج الوطن بحثا عن وطن آخر يأويهم ويصون كرامتهم بالاضافة الى الملايين المشردة داخل حدود الوطن وما اقسى ان يكون المرء لاجئاً ومشرداً داخل حدود وطنه.
فرحت بالانتخابات وبالحكومة المنتخبة. فوجئت بقيادة سياسية طائفية لا تمتلك ادنى مشروع للبناء والاصلاح، وكل مشروعهم السياسي هو التجهيل المكرس لمجتمع بأكمله – لصوص وقطاع طرق – على حد قول جميل الوجه واسود القلب بريمر.
فرحت باعادة بناء المؤسسة العسكرية بعدتها وعديدها وفوجئت بهزيمتها في اول معركة مع العدو وسقوط عدة محافظات واستولت قوى الظلام الداعشية على معدات عسكرية تبلغ قيمتها 22 مليار دولار، على حد قول السيد العبيدي وزير الدفاع.
فرحت باستعادة قواتنا المسلحة هيبتها وقوتها وحققت الانتصارات العسكرية في الاراضي المغتصبة لا سيما قضاء الفلوجة. فوجئت بالانفجار المروع في منطقة الكرادة تلته انفجارات عدة في مناطق مختلفة راح ضحيتها مئات الابرياء. وكل الانفجارات والجرائم والهزائم وسرقة المال العام، سجلت ضد مجهول ولم نر إلى هذه اللحظة معاقبة اي مسؤول للحد من الجريمة. وكما قيل من امن العقاب اساء الادب.
لقد حصدت طاحونة الموت مئات الآلاف من ابناء شعبنا ولا نريدها ان تحصد اكثر. لا نريد ان نفقد اعناقنا واحدا تلو الآخر. نريد حكومة قوية وعادلة وقادرة على الدفاع عن سيادة الوطن وحماية امن المواطن. لا نريد سراقا وقطاع طرق وامراء فوق قبور الابرياء. نريد ان نفرح.. ان نعيش بسلام.. ونعرف ان فرحنا يؤلم الكثير، لكننا سنفرح وسنستمر..