الحرب النفسية ومقولة "كلش خربانه " / د. أكرم مطلك

ان الحرب النفسية هي اخطر من الحرب العسكرية لأنها موجه بالأساس الى التأثير على معنويات ووجدان الناس واستهلاك اعصابهم واستنزاف قواهم هدفها اشاعة الخوف والحقد وهذا ما نشاهده في السياسات التي تنتهجها الفئات المتسلطة على مسيرة الشعوب الضعيفة والمسلوبة الأرادة . ان السلطات المتفردة بالحكم تحاول ان تمرر خططها وتحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الحقيقية التي تواجه بأتباع سياسة الألهاء وخاصة استغلال الجانب الطائفي او استغلال العاطفة الدينية ليصبح مشغولا دون ان يكون لديه الوقت للتفكير وكذلك اتباع سياسة خلق الأزمات لأجل تمرير قرارات معينة لا تحظى بقبول شعبي وتعمل على تطبيقها بشكل تدريجي حتى لا تسبب اي غضب شعبي وان تلجأ الى تمرير قراراتها الغير مقبولة شعبيا على انها ضرورية ومصيرية و إلا البلد ينحى الى الهاوية ، ان هذا النهج يكون مدعوما بسياسة خبيثة وهي ابقاء الشعب في حالة من الجهل والغباء للسيطرة عليه وجعل افراد الشعب ينظرون الى الجهلة والأغبياء والغير متعلمين كحالة طبيعية لا بل يتبعوهم ويأتمرون بأوامرهم وبالتالي الشعب يشعر بالتعاسة وسوء الحظ وانه يعاني من قصور من التفكير ونقص في الذكاء وانه ضعيف ومسلوبة الأرادة وغير قادر على التغيير وينتابه شعور بالتدني الذاتي وهذا يؤدي به الى حالة من الأحباط والأكتئاب، وتظهر السلطات السياسية الحاكمة على انها تمتلك القدرة الكاملة على السيطرة على الأفراد اكثر من الأفراد انفسهم. لذا نرى ان الفرد العراقي يعيش هذه الحالات بصورة واضحة لابل يردد مقولات كثيرة تعبر عن عجزه وفقدانه القدرة على التغيير ومنها ما نسمعه ونقرأه مثل مصلح " هي كله خربانه أو كلش خربانه " اي انه لاحول لنا ولا قوة الى حد صرح احد المسؤولين المتنفذين بان حالنا لا يصلح حتى لو اتى نبي جديد !!! وما عليكم الا الأنتظار و الأنتظار الى ان تفرج، كيف !؟ لاأظنهم يعلمون.