أهو عام دراسي مؤلم جديد؟ / حكمت عبوش

كنا أربعة زملاء نتحدث عن مقدم العام الدراسي الجديد فقلت: كانت العائلة العراقية قديمآ تتشارك وهي منشغلة وفرحة بتوفير الملابس الجديدة والقرطاسية والحقيبة المدرسية وكل المواد التي لا توزع في المدرسة ويحتاجها الاولاد والبنات وكان هؤلاء على العموم ينغمرون في عملية متابعة وسهر وقراءة للدروس بتعب لذيذ، لانه ينتهي على الاكثر بالنجاح في نهاية السنة فيفرح الاولاد والاهل معآ. وكانت المدارس بشكل عام مهيئة من قبل وزارة التربية لاستقبال التلاميذ والطلاب ولكل منهم مقعده.
لكن الآن يزدحم الذهن بكلمات وجمل وأرقام كثيرة عن حال مدارسنا وتلاميذنا وطلابنا، وما يعانونه من عجز هذه المدارس عن استقبالهم وتوفير مقعد مناسب لكل واحد منهم. وقد تبين اننا لا نحتاج الى 7000 مدرسة فقط خلال السنة الحالية 2016، بل نحتاج كما قال وكيل وزارة التربية لشؤون البنايات المدرسية في احدى القنوات التلفازية، نحتاج الى 10000 مدرسة. فماذا يعني هذا؟
أجاب ابو رياض: يعني استمرارا مؤسفا لواقع مدرسي مؤلم، يعني وجود مدارس ألفية ومدارس ثنائية وثلاثية الدوام. وفي كل صف60 - 70 تلميذ وطالب مع نقص في المقاعد والرحلات وزجاج نوافذ مهشم. وقد تكون المدرسة خالية من المرافق الصحية وتندر فيها مصادر مياه الشرب، وتقل وسائل التبريد والتدفئة، او تعاني من توزيع غير عادل للكوادر التعليمية والتدريسية.
قاطعه أبو فريد قائلاً: علينا ان لا ننسى غياب المدارس الصديقة للطفل وذات التغذية المدرسية والنشاطات اللا صفية، التي أصبحت في خبر كان. وبذلك نحصل على مدارس سيئة الاداء، وتلاميذها وطلابها ضعيفو المستوى الدراسي وهو ما يدفع أولياء الامور الى التدريس الخصوصي لابنائهم، او اللجوء الى المدارس الاهلية رغم عيوب البعض منها ورغم ما يكلفه هذان الخياران من انهاك كبير لميزانية الاسر محدودة الدخل.
وهنا تدخل ابو نبيل قائلا: وأطفالنا النازحون ومعاناتهم؟ ألا يشكلون احد التحديات الكبيرة التي يواجهها العمل التعليمي؟ ومعها مشاكل العثور على أماكن الدراسة وصعوبات التنقل للوصول الى تلك الاماكن، مع عدد لايحصى من المشاكل التي تعترض عملية التعليم؟
وان علينا ان نبقي أمامنا تقرير منظمة اليونيسيف الذي أصدرته في منتصف العام الحالي، والذي جاء فيه ان 3،5 مليون طفل ومراهق عراقي لم يتمكنوا من الاستمرار في التعلم، وقد قال السيد حسين كورد ان 1850 طفلا ايزيديآ ما زالوا مختطفين من قبل داعش وان 1400 من هؤلاء الاطفال يقوم داعش بتدريبهم وغسل ادمغتهم. وهذا ما قام به أيضا مع اطفال آخرين من محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين.
وهنا سألت: لكن هذه النواقص والمشاكل تحدثت عنها الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى فلماذا لم تعالج؟ فأجاب ابو نبيل بسؤال آخر: وهذه المئات من مليارات الدولارات التي أهدرها المسؤولون وذهبت أدراج الرياح، كم عشرة آلاف مدرسة حديثة كان يمكن ان تبنى بها؟