حول التسوية الـتاريخية والمصالحة الوطنية / د. اكرم مطلك

ان المصالحة الوطنية تحتاج الى اسس واقعية واهداف محددة وواضحة ومعنية لكل فئات ابناء الشعب العراقي بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية والسياسية وتأمين المشاركة الحقيقية من قبل الجميع واستبعاد فكرة الأقصاء والأستحواذ وحتى استخدام الغلبة العددية في مسار الديمقراطية لأنها ستتحول الى استبداد وتفرد وتعطي الفرص لبروز التناقضات والتناحرات من جديد .
كثرت التصريحات من قبل وسائل الأعلام وتصريحات بعض السياسيين حول التسوية التاريخية المرتقبة ووصول مشروعها الى مراحل متقدمة وبمشاورات وضمانات اقليمية ودولية , طالما هي مصالحة وطنية وتسوية تاريخية بين فئات الشعب العراقي بمختلف مشاربهم الأجدر ان لاتبقى محصورة في مطابخ القادة السياسيين الذين أثبتوا فشلهم كما صرح بعض هؤلاء السياسيين في تطوير العملية السياسية وقيادة البلد نحو الأستقرار والأمان اضافة الى كون الكثيرين منهم واقع في دائرة الفساد المالي والأداري واستغلال النفوذ وتأجيج الصراع الطائفي . ارى ان مشروع المصالحة الوطنية يتطلب حوارا وطنيا شعبيا بمشاركة الجميع وذلك بعقد مؤتمر وطني يطرح فيه مشروع المصالحة الوطنية لأجل مناقشته شعبيا لنخرج بميثاق شعبي ووطني وقناعات حقيقية يتضمن اسس اقامة الدولة الحديثة العلمانية بكل مقومواتها . ان المصالحة المجتمعية تبدأ من القواعد الشعبية وليس من قبل بعض القيادات السياسية لايثق بها الشعب طالما ماطرحت العديد من مشاريع المصالحة الوطنية وتوقيع مواثيق الشرف التي تختتم ببوس اللحى وموائد الطعام .