المنبرالحر

العراق : تصريحات الرئيس الأمريكي والإرهاب..!!؟ / باقر الفضلي

في تصريحاته الأخيرة، كشف الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامب القناع عن الكثير من الحقائق التي كثر الحديث عنها والتي باتت في عداد الألغاز التي يتكهن بشأنها الكثير من السياسيين والكتاب والمفسرين، لدرجة باتت معها وكأنها سلسلة من المفاتيح لمنطقة الشرق الأوسط، وكان في مقدمة تلك التصريحات ما يتعلق منها ب " الإرهاب " الأمر الذي لم يعد معه الخوض في غياهب بحر السياسة، من اجل التعرف على أهداف السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وما هو مبيت لتلك المنطقة من سيناريوهات، قد تقلب الواقع رأساً على عقب، من البدهيات التي لا تحتاج للمزيد من النقاش..!!؟(1)
ولعلل فيما أشار اليه الرئيس الأمريكي بشأن العراق، وفيما جاء في تصريحاته من غلاظة، إبتعدت عن سياق الدبلوماسية المعتادة، ما يدفع الى التساؤل عن طبيعة تلك التصريحات ، وهل حقاً أنها تحتاج الى كل ما يعنيه الرد عليها، من إستنكار ومن تدخل في الشأن العراقي الداخلي، وبأنها لا تبتعد عن حقيقة جوهر أهداف الغزو الأمريكي السابق، بقيلدة الرئيس الأمريكي الأسبق السيد بوش الأبن في عام 2003 للعراق..!؟
فإذا كان النفط هدف بذاته، فهو لا يعدو عن كونه ثروة عراقية وملك للشعب العراقي، وليس هناك من حق لأحد مهما كان، أن يجد له من مبرر للإستحواذ على ملكية الآخرين، عن طريق شن الحرب على بلد أو دولة تتمتع بالإستقلال والسيادة الكاملة وعضو كباقي الدول الأخرى في منظمة هيئة الأمم المتحدة، ولها الحق في الدفاع عن نفسها بكافة الوسائل التي أباحها لها القانوان الدولي، والولايات الأمريكية المتحدة هي من ضمن الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن والتي أنيط بها صيانة السلم والأمن الدوليين، بموجب القانون الدولي، لا الإستحواذ على ملكية الآخرين والسيطرة عليها، حتى إن إستدعى ذلك بإستخدام القوة وغزو أراضيها، وإنتهاك سيادتها، وقتل الأبرياء من أبنائها، فهذا هو عين العدوان وخرق القانون الدولي وإستباحة إستقلال وسيادة الدول المستقلة..!؟
أما ما يشاع عن الإرهاب وإتهام العراق بأنه من فتح الطريق على مصراعيه أمام الإرهاب وقام بتسليم ثروته النفطية الى الإرهابيين، فهذا هو الكلام الجزاف الذي تدحضه كل الوقائع والنتائج التي رافقت الغزو الأمريكي عام/2003 ، وكانت ولا تزال من تداعياته المتواصلة، ولا زال الوقت والأسباب قائمة أمام الهيئة التشريعية العراقية والحكومة العراقية، التمسك بحقها الذي أقره لها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، في مقاضاة الولايات المتحدة ومن شاركها في عملية الغزو عام/2003، وما ترتب عليها من آثار ونتائج مدمرة، بحق الشعب والوطن والثروات الوطنية، وما سقط من ضحايا أبراياء من العراقيين أمام الجهات القضائية الدولية، وأمام الأمم المتحدة..!؟
فأين من كل ذلك ما تناولته تلك التصريحات، وهل يا ترى تبتعد في جوهرها من أهداف ما قصده غزو العراق في عام 2003 ، أم أنها مقدمات لتحقيق ما عجز الغزو السابق عن تحقيقه حينذاك، أو ليست هي في واقعها تعبير مبطن عن غزو جديد، يستهدف العراق والمنطقة، تم توظيف العراق فيه، كوسيلة وأداة للغزو الجديد للمنطقة وإعادة تقسيمها وفقاً لتلك الأهداف، ولإستكمال ما لم يتم تحققيه في الغزو الأول في عام /2003..!؟
إنها رسالة موجهة للشعب العراقي وللحكومة العراقية ، والهيئة التشريعية بالذات، ولكافة الفصائل السياسية العراقية، فالعراق لا زال دولة مستقلة وفقاً لمباديْ القانون الدولي وعلى عكس ما تناولته تلك التصريحات، ولا زالت أمريكا مدينة للعراق بتبعات ما جره غزوها للعراق عام 2003، من آثار ونتائج مدمرة على جميع |لأصعدة، وما أفرزته الإتفاقيات الثنائية التي عقدت معه نتيجة ذلك الغزو الغاشم مع أمريكا...!
إن على ألأمم المتحدة ، والجامعة العربية، والمجتع الدولي، الوقوف الى جانب العراق في الدفاع عن إستقلاله وسيادته، التي تتعرض اليوم الى الإنتهاك والإختراق، تحت ذرائع وحجج مرفوضة..!؟
وفي سياق التصعيد الدائر في المنطقة بين أمريكا وبعض الدول الإقليمية من جهة، وإيران من جهة أخرى، فالعراق والشعب العراقي، ليس في معرض ذلك التصعيد، وليس بصدد تخريب العلاقات الودية مع الجيران، أو أن يكون العراق ساحة للمواجهة بين الأطراف المتصارعة، أو أن يصبح شعبه، وقوداً لمصالح تلك الدول، وفي مقدمتها أمريكا..!!؟؟
/ 2017/2 / 10