14 شباط يوم الحب/ عاكف سرحان

إستيقضت مبكراً صباح 14 شباط لشراء باقة ورد لزوجتي بمناسبة يوم الحب، عرفاناً لمحبة عمرها 41 سنة، سنتي حب وسنتي خطوبة وزواج أثمر عن البكر ساطع (تيمناً بالشهيد الشيوعي معتصم عبد الكريم وإسمه الحزبي ساطع)، وضفاف على وقع قصيدة الجواهري "يا دجلة الخير يا أم البساتين"، وزاهرة على إسم عمتها الشهيدة زاهرة ذياب سرحان.
رجعت بيَّ الذاكرة إلى تأريخ 23/8/1976 في مدينة المولد والصبا والشباب "الناصرية"، حيث أرسلت لها أختي الشهيدة زاهرة لأحصل على موعد معها لمفاتحتها بإعجابي بها، وهي إبنة عائلة عريقة في النضال فأبوها عربي مريوش وعمها المناضل المعروف دلي مريوش وعمتها خيرية مريوش، وخوالها المربي دحام رومي والدكتور محسن رومي وخالتها زكية رومي .
كانت هواجسي بإن أكون صريحا معها منذ البداية وأوضح إنتمائي الفكري، ومواصلة طريق النضال والكفاح في الحزب الشيوعي العراقي. ومررت بأوقات ولحظات عصيبة لتتضح الصورة أمامي. وفي هذا اليوم الموعود جلست بقربي وفي عينيها تساؤل ماذا أريد في هذه المقابلة، وكان القلب يدق ويطرق رأسي بعنف، وينط كحصان جموح، تلعثم اللسان في بداية الحديث وإنتابني الخوف من الرفض أو أن تكون مرتبطة بعلاقة أخرى. وإنزاح القلق مني عندما أجابت بأنها لم ترتبط بعلاقة حب أخرى، حينها وضحت الغاية من اللقاء الأول، وقبل أن أطرح همي الفكري، فإذا تفاجئني بشرطها لبداية العلاقة وهو: حياتي وفكري وإنتمائي شيوعي ولا يمكن أن أحيد عنه، وقراري العلاقة مع الطرف الآخر أن ننسجم فكرياَ. إنهمرت دموعي فرحاَ وتركت قبلة حب على خديها لا زلتُ أتحسسها بعد أكثر من أربعة عقود خضنا فيه الحياة والنضال المشترك بكل معانيه. وإمتزجت قصتي الحب والنضال معاَ ليكون يوم 14 شباط يوم الحب ويوم الشهيد الشيوعي العراقي. وكتبت في الإهداء: (ستبقى قلوبنا متشابكة إلى الأبد، والمجد والخلود لشهداء حزبنا). وعذراَ للشعراء كتبت "شوك العمر"
أحب أغفى على صدرك وأنسه الهموم
وأرشف كاس البخدك يا ترف كل يوم
لوعني حبك وضاعت مني لذة النوم
وصرت مثل المضيع ضنه وينتظر هايوم
يلي رسمك مثل الكَمر زاهي بين النجوم
وأنه من الصبا خلاني الوكَت مثل الحمام يحوم
نخلتك زاهية وطعم الرطب بعثوكَك يشدني دوم
تتلمس شفافي الصدر وذراعك يضمني بزود محروم
وأكَلك دنيتي وياك لآخر نفس أمر محسوم