الخلافات ليست شيعية شيعية، وانما شيعية حرامية / د. مؤيد عبد الستار

تتواتر الاخبار عن ان التظاهرات التي تحدث ببغداد خاصة والعراق عامة والتي تطالب بانهاء المحاصصة والقضاء على الفساد ، انها خلافات شيعية شيعية ، على اساس ان من بين المؤسسين لهذه التظاهرات التيار الديمقراطي والتيار الصدري ، وتطالب بعض المراجع ، على الاخص في قم ، بعدم التظاهر حماية للنظام ومن اجل عدم تفشي الفوضى ، ولكنها تنسى ان عليها واجب النهي عن نهب ممتلكات الدولة وثروات الشعب وافقاره ، ومما يؤسف له ان المراجع الدينية المسؤولة عن توجيه اتباعها ، اهملت الدعوة للثورة على الفساد ، ففي الوقت الذي تنظم فيه التعازي بمناسبة استشهاد الامام الحسين وصحبه الكرام ، وتوجه بمساندة الاحزاب الاسلامية في الانتخابات ، تتناسى حث المواطنين على المطالبة بحقوقهم والثورة من اجل تحقيق مطالبهم التي عجزوا عن الحصول عليها باللطم والبكاء والتضرع الى الائمة والصلاة والدعاء .
ان الامر الوحيد والفعال امام الجماهير هو الخروج الى الشارع والتظاهر مثلما قال ابو ذر الغفاري عجبت لفقير لايخرج شاهرا سيفه .
تحاول العديد من الرموز السياسية الشيعية ، والاحزاب الاسلامية ، تصوير الامر وكانه خلاف على خلافة الامام علي وعمر بن الخطاب ، حتى ان البعض منهم يلجأ الى التاريخ ويطلق على الاخرين جيش يزيد متناسيا ان الحرب التي خاضها المسلمون الاوائل بدء من الخليفة عثمان بن عفان وانتهاء باستشهاد الحسين كانت من اجل الحصول على الخلافة والحكم وامتيازات السلطة .
لذلك حين منح ابن سعد - قائد الجيش الاموي - ملك الري لم يتوان عن قتل الامام الحسين وقال ابياته الشهيرة :
فواللّه ما أدري وإني لـحائـرٌ // أفكّر في أمري على خطرينِ
أأترك ملك الرّي والرّي منيتي // أم أرجع مأثوماً بقتل حسين
حسين ابن عمي والحوادث جمّة // لعمري ولي في الرّي قرة عين
وإنَّ إله العرش يغفر زلّتي // ولو كنت فيها أظلم الثقلين
ألا إنما الدنيا بخير معجّل // وما عاقل باع الوجود بدين
يقولون إن اللّه خالق جنة // ونار وتعذيب وغلّ يدين
فإن صدقوا فيما يقولون فإنني // أتوب إلى الرحمن من سنتين
وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة // وملك عظيم دائم الحجلين