فعل ارهابي يجب على الجميع استنكاره / احمد عبد مراد

من كان يعتقد ان العمل الاجرامي الذي نفذ على مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الديوانية سيضعف او يخيف او يحد من صلابة وعزم واقدام الشيوعيين وانصارهم فهو واهم تماما، كما ان الحادثة تدلل على ان المعتدي لم يتعلم من دروس التاريخ شيئا او لم يقرئه اصلا كما انه يجهل تماما تاريخ الحزب لشيوعي العراقي ومواقفه وصلابته وقوة ارادته التي تحطمت عليها اعتى هجمات اعدائه من حكام طغاة ونظم دكتاتورية رجعية بغيضة، او ان المعتدي من الغباء الى الحد الذي ذهب به غبائه الى ان فعلته الجبانة سوف تجعل الشيوعيين ومناصريهم ينفضَون عن حزبهم ويصيبهم اليأس والقنوط ويعلنون استسلامهم .. ومع ان الفاعل هو مصاب فعلا بالحالتين ..الجهل والغباء.. فهذا لا يعفيه من الملاحقة القانونية وتقديمه للعدالة، هذا اذا كانت لدينا حقا دولة قانون وقضاء نزيه وعادل يستطيع الوقوف بوجه الميليشيات المنفلتة من عقالها والتي تحمل السلاح خارج القانون وتعتدي يوميا على المدنيين الديمقراطيين وعلى الذين ينتقدون تصرفات تلك الميليشيات الخارجة على نظام الدولة .. وعلى والدولة وسلطتها ان تقوم بواجبها بتنفيذ قانون الحشد الشعبي باعتباره قوة نظامية مرتبطة بالدولة وترسم حدوده التنظيمية واطره العسكرية، وبذلك يتم عزل الميليشيات ومن ثم حلها وتجريدها من سلاحها ووضع الحد الفاصل بين ما هو مشرَع قانونا وما هو خارج عليه.
لقد بات واضحا وجليا ان شبح الدكتاتورية يجول في سماء العراق وينذر بالخطر على جميع القوى والاحزاب الوطنية والديمقراطية وتؤكد لنا الاحداث التاريخية والسياسية انه عندما يتعرض الحزب الشيوعي الى العدوان فان هذا العدوان سيطال كافة القوى الديمقراطية الخيرة والاحزاب الوطنية والحيات الديمقراطية بشكل عام.
ان تصريحات بعض المسؤولين بان ما حصل من اعتداء بقوة السلاح على مقر الحزب الشيوعي بالامر البسيط والعابر ما هو الا تنصل وتهرب من المسؤولية وتردد واضح في مجابهة المعتدي ومن يقف ورائه .. ان القوى الوطنية الحريصة على محاربة الارهاب بكل اشكاله وصوره مطالبة لرفع صوتها عاليا منددة وشاجبة لهذا العمل الجبان.