فشل التعليم .. الأسباب وغياب الحل / عبد الأمير العبادي

( التعليم هو اعلى مقياس لمستوى تطوراي بلد)
في تأريخنا الاسلامي والعربي اشارات بل قواعد ثابتة تحث على العلم والقلم وهما النبراس الذي تتوهج به الامم بل هما الصخرة التي تتكسر عليهما كوارث التخلف والتراجع ولكن كيف ترجمنا مقولات العلم نحن العراقيين وهل نجحت وزارة التعليم والمؤسسات التعليمية في تغيير الواقع والنهوض به؟ والجواب قطعا فشلت لا بل ان بوادر خطرة تلوح في الافق. اذن ما الاسباب وراء هذا الانحطاط والتراجع وهل انعدمت الرؤى وعجزت العقول العلمية وقادة البلد عن ايجاد اسباب معقولة ودقيقة تقف على حالة هذا التراجع؟ ام ان هناك ثمة حقيقة معقدة محجوبة وراء هذا الفشل؟ ارى ان فشل الدولة سياسيا واقتصاديا والتبعية لأجندات خارجية هو جزء من اسباب فشل التعليم ،او ربما هو جزء من مؤامرة لا تريد للتعليم النهوض باعتباره اساس التقدم والنجاح. ويذهب البعض الى ان عدم اهتمام الدولة بالتعليم والمناهج المتغيرة وغير المناسبة هي سبب التراجع،اضافة الى عدم وجود المدارس الحكومية بدءا من رياض الاطفال وعدم توفير الخدمات.
ونرى وراء تدهور التعليم اسبابا عدة منها:
- انتشار التعليم الاهلي بشكل غير مدروس.
- عدم استقرار المناهج والتغيير المستمر لها ادى الى عدم استقرار المستوى التعليمي.
- انحدار مستوى الكوادر التعليمية وعدم تطورها وارتقائها الى مستويات رصينة تستطيع ادارة العملية التربوية.
- عدم حرص المؤسسات الادارية والإشراقية على تقديم ما هو مطلوب من دور رقابي وتطويري للتعليم
- ضعف القيادات الادارية ووضع اشخاص غير مناسبين في المؤسسات التعليمية نتيجة للمحاصصة السياسية والطائفية
- تدخل الظاهرة العشائرية والتهديد للمؤسسات التعليمية اضعف اهتمام التربويين نتيجة لتعرضهم للعنف
- ظاهرة الغش والمجاملات والمحاباة للطلبة ونجاحهم خاصة في المدارس الابتدائية من الاول الى الخامس وقيام البعض من الضعفاء بمساعدة الطلبة في الامتحانات الوزارية
ومن خلال تجربتنا رأينا ان مستوى التعليم ينحدر ابتداء من الدراسة المتوسطة وخاصة الاول المتوسط حيث لاحظنا ان العديد من الطلبة ينتقل من الدراسة الابتدائية الى المتوسطة وهو لا يعرف حتى ابسط كلمات باللغة العربية فكيف والحال مع الانكليزية والدروس العلمية.
من هنا يتضح ضعف المستوى التعليمي وتدني مستواه واذا ما وصلنا الى مرحلة الثالث المتوسط تبدأ الاوراق بكشف نفسها حيث النسب المتدنية في الامتحانات الوزارية التي غالبا لا تتجاوز ٤٠ في المائة ‏في افضل الحالات وللسنوات الماضية
كذلك يقف عامل اخر هو طرق الغش الواضح من خلال استخدام التقنيات الحديثة في الغش التي قد يتجاوزها الطالب مرة او مرتين لكنه يقع متلبساً فيها في مرات اخرى مما يجعله يفشل ويرسب او يطرد من الدراسة بعد ترقين قيده
ومن خلال النتائج السيئة لغالبية الطلبة والمدارس وعلى سبيل المثال البصرة نجد كم هو كبير حجم هذه الكارثة .
لكي نبني للوطن اجيالا علينا اعادة النظر في كل ما حدث وعلى كافة المسؤولين عن التعليم احداث ثورة لا اجراءات اصلاحية بداية من رياض الاطفال والتعليم الابتدائي من اجل قطع الطريق على كل من له مبتغى أو هدف سيما ان العراق يتعرض لهجمات عديدة التوجهات منها الارهابية ومن دول شتى
انها دعوة وطنية قد تساهم في تغيير الواقع التعليمي الذي يحتاج لتضافر الجهود الخيرة. فنجاح التعليم هو من العوامل المهمة والدافعة باتجاه تطور عراقنا.