احزاب اليسار والديمقراطيون والمدنيون مدعوون الى (تقدم) / عادل الزيادي

مشروع وطني كبير طالما انتظره العراقيون حيث كان حديث الشارع لحاجتنا الماسة الى منقذ للحاضنة العراقية قبل ان تتشرذم وتصيبها الخيبة وتساؤلات من الذين يهمهم مصالح وطنهم وشعوبهم قبل اية مصلحة اخرى , لماذا حالة التشتت والانقسام والتي لم تستفد منها سوى القوى القابضة على السلطة التي تعمل بجهد على مشاعر الجماهير البسيطة والمتاجرة بعواطفهم لغرض الابقاء لفترة طويلة في دوائر وهمية لا تصب الا في مصالحهم , وعلى العموم فقد بادرت بعض القوى الوطنية والديمقراطية والمدنية الشريفة على التفكير جديا بهذا البديل حيث لا خيار امامهم في هذه الظروف المتأزمة والمتفاقمة يوما بعد يوم ودماء شعبنا تسيل يوميا دون اكتراث سواء بأعمال ارهابية او اعمال عنفية على ايدي عصابات منفلتة ويحز في ضمير الوطنيين من شعبنا ان يروا هذا المشهد يوميا دون رادع ودون مبرر , فلابد من ايقاف النزيف هذا وطرح مشروع وطني متكامل يعتمد ويرتكز على اسس المواطنة ويبتعد عن الاحتراب والطائفية ويؤسس لدولة العدالة والمدنية لضمان حقوق جميع العراقيين الساكنين على هذه الارض بغض النظر عن اختلافاتهم ومشاربهم وهنا لابد من الاشارة الى مسؤولية احزاب اليسار والديمقراطيين الذين عانوا ما عانوا من اختلافات في وجهات النظر والتقييم والرؤى السياسية وهو حق من حقوقهم ان يبدوا استعدادهم لجزء من التنازلات والمرونة وبعيدا عن التشدد والتصلب لان الحاجة الوطنية تستوجب هذه المواقف والاتفاق على خط مشترك واحد يجمع عليه الجميع والتهيؤ للشروع والانطلاق لبناء وطننا وايقاف الدمار الذي لحق بهم , ويقينا ان الاحزاب والقوى التي بادرت بتحالف ( تقدم ) قد ابدت بعضا من المرونة لإنجاح هذا المشروع والامر لا يعد خسارة لاية جهة منضوية او ستنضوي في التحالف لان الثمار التي سنجنيها مستقبلا ستكون كبيرة على المستوى الوطني وهي بمثابة طوق نجاة لإنقاذ شعبنا من محنة الصراعات والفساد والتغييب والاقتتال , فلا مبرر في التأني او التفكير او اتخاذ موقف اخر حيث ان شعبنا يطالب منذ سنوات بهذا التحالف لغرض ايجاد توازن على الساحة السياسية بين قوى حاكمة امعنت في مصادرة حقوق شعبنا واوغلت في سرقة خيراته مع قوى اخرى تسعى الى بناء دولة المساواة والعدالة بين الجميع وتحاسب الفاسدين على ما اقترفوه بحق الوطن واهله والابتعاد عن المحاور التي ارهقت شعبنا كثيرا , وحينما تُطالب الجماهير فلابد من الاذعان لمطاليبها سيما وان الامور باتت واضحة للعيان ونستطيع ان نستقيها من ساحات الاحتجاج الرافضة لجميع انواع التسلط سواء كان الاقتصادي او الفكري وحتى الاجتماعي منها , والعدول عن تبني هذا المشروع ( او حتى الموقف الحيادي منه ) يعني بقاء الحال على حاله وربما يرتقي الى درجة الخيانة الوطنية وقوانا الديمقراطية والوطنية تتحمل المسؤولية في دعوة واشراك القوى الاخرى وبذل الجهود في هذا المجال , فـ ( تقدم ) هي الولادة الشرعية لشعبنا والمنقذ القادر على حل مشاكلنا واصلاح ما يمكن اصلاحه , فان فات الاوان فلا تنفع التنظيرات او التبريرات الفكرية وما شابهها , سيما وان الانتخابات القادمة تحتم على الوطنيين والديمقراطيين ان يرعوا هذا الوليد باي ثمن من الاثمان وانعاشه ودعمه وان يكونوا جزءا فاعلا في قواه ولتكن حواراتنا ومرونتنا مبنية على الثقة المتبادلة بين الاطراف وبلاشك ان شعبنا سيمنحنا الثقة الاكبر لانجاح المشروع سيما وان العديد من القوى المنضوية تحتفظ برؤى سياسية قيمه وتاريخ نضالي مشرف وغير ملوث بدماء شعبهم ولم يثروا على حساب التجاوز على المال العام ,, واخيرا نقول انها دعوة صادقة نابعة من حرص كبير على بناء وطننا بعفة وشرف والامتثال لإرادة شعبنا، وهي افضل بكثير من الامتثال لمخططات لا تهدف الا الى تذويب الهوية الوطنية لشعبنا.