التوزيع العادل للثروات والمدارس في العراق! / حكمت عبوش

عندما كان أبو صابر يقرأ الصحيفة جذب اهتمامه خبرآ يقول ان (مدير المبيعات في مؤسسة -هات ستيت ايجنت-وهي أكبر مؤسسة لبيع العقارات في بريطانيا "قادر خان" اعلن ان العراقيين اشتروا أكثر من(70)ألف عقار في لندن عام2014 فقط. مبينآ ان هذا الرقم اكثر مما اشتراه جميع الخليجيين خلال ربع قرن في العاصمة البريطانية. موضحآ ان المشترين العراقيين ليسوا من سكان بريطانيا بل يعملون في الدولة العراقية وفي مناصب عليا كالوزراء والنواب).ولما كان أبو صابر من متابعي قضايا (التربية والتعليم) بشكل خاص اصيب بالانبهار والدهشة لانه على علم بالحالة المأساوية والمؤلمة لواقع المدارس .حيث يحتاج العراق الى 10آلاف بناية مدرسية هذه السنة كما قال أحد كبار موظفي وزارة التربية وهذا يعني بقاء ملايين التلاميذ والطلاب ومنهم النازحون متسربين من المدارس وبذلك نضيف اسرابآ جديدة من الاطفال التائهين في شوارع وازقة المدن والقرى وساحاتها .و تنشا عندنا مستقبلا اجيال اخرى أمية جاهلة وبعيدة عن الانجذاب الى قيم التقدم والتحضر وقال ساخرآ: وهنا نستطيع ان نخطو خطوات واثقة الى الامام وبناء الوطن القوي. وبدأ يسال هل كانت هذه العقارات التي تم شرائها في لندن ارخص ام اكثر فائدة من بناء آلاف المدارس في احياء المدن المزدحمة والقرى البعيدة؟ وكنا بذلك ننقذ الملايين من التلاميذ والطلاب وأهاليهم من مشاكل اساسية وعميقة في تسربهم اوالدخول الى المدارس الحكومية المليئة بالنواقص .اما هؤلاء الذين اشتروا ليس فقط العقارات ،بل املاك غيرها وشركات في لندن وعواصم الثراء العالمية الاخرى من وزراء ونواب ومسؤولين كبار وحديثي النعمة والثراء فان اولادهم مسجلون في مدارس أهلية ولايهمهم ان يكون سعر التسجيل فيها مليون او مليونا دينار او اكثر لان الأهل الاغنياء يستطيعون الدفع الى مدارس تستحق هذا الغلاء .فصفوفها غير مزدحمة (25طالب في كل صف على الاكثر)وفيها مرافق صحية وماء صالح للشرب وساحات واسعة للعب ودوام غير مزدوج وتوزيع مبكر للكتب والقرطاسية وغيرها من الامتيازات والتي لايستطيع 25-30%من الشعب العراقي الدخول اليها لانهم يعيشون دون مستوى الفقر علما ان بامكان معظم الاغنياء هنا اذا لم يسجلوا اولادهم في المدارس الاهلية فبا مكانهم ان يرسلوهم الى مدارس الخارج.