الحزب الشيوعي العراقي عرين الرجال ومدرسة المناضلين .. وموضع احترام شعبنا / صادق محمد عبد الكريم الدبش

من المؤمل إعلان تحالف بين التيار الصدري من جهة والحزب الشيوعي العراقي وبعض القوى المدنية والديمقراطية، لخوض الانتخابات القادمة، وفق منظور سياسي يقوم على أساس المواطنة والدولة المدنية والكشف عن الفاسدين واحالتهم الى القضاء، والتصدي للطائفية السياسية ، وإشاعة مبدأ التعايش وتقديم الخدمات للناس وغير ذلك .
ولحساسية الموضوع واللغط الذي قد يعتري البعض ، القريبين والبعيدين من هذه القوى المؤتلفة في هذا الاطار ، كون هناك تباين في فلسفة ونهج وسياسة هذه القوى !
الشيوعيون والمدنيون في الغالب ، قوى عَلمانية ليبرالية وطنية، والقوى الأخرى ( الجناح السياسي من التيار الصدري ) هي قوى إسلامية في نهجها وفلسفتها وسياساتها ، ولكنها قوى وطنية تدعوا الى المدنية والاعتدال والوسطية، ووقفت خلال العامين الماضيين مع القوى المدنية والليبرالية في سوح التظاهر، للمطالبة في الإصلاحات والكشف عن الفاسدين ، والبدء في إعادة بناء الدولة وتقديم الخدمات .
فهل هناك ما يمنع من قيام هكذا تحالفات ودعمها وتأييدها ، والدعوة لتوسيع قاعدتها، من خلال دعوة الاخرين ، الذين لديهم نفس تلك الرؤى للانضمام الى هذا التحالف، قبل الانتخابات أو حتى بعدها !
فما الضير في ذلك ؟
وهل توسيع قاعدة القوى التي تدعوا الى الاعتدال والوسطية والمدنية ، وبناء دولة العدل والمساواة ؟.. هل هو في الصالح العام أم لا ؟
قطعا كل هذا يصب في صالح شعبنا وقواه الخيرة والوطنية، وأضحى مطلب جماهيري ملح ، تنادي به قوى الاعتدال منذ فترة غير قصيرة .
على كل الخيرين والوطنيين الحريصين على الخروج من عباءة المتخلفين والفاسدين والمتسلطين على رقاب شعبنا، أن يباركوا ويدعموا قولا وفعلا هذا التحالف، والدعوة لتوسيع قاعدته، وهي خطوة أولى نحو إعادة بناء دولة المواطنة، ولخلق توازن حقيقي يميل لصالح القوى الساعية لقيام دولة المواطنة، لتحقيق العدالة والمساواة والامن والسلام ، وتحريك عجلة الاقتصاد والنماء والرخاء، وتحقيق الاستقلال الوطني، والتخلص من التبعية، والذهاب نحو دولة يعتد بها، تحترم شعبها وتحمي المواطن وتحافظ على امنه ومصالحة، وتوفر له الحياة الكريمة في العمل والخدمات والسلام والتأخي بين الجميع، ومحاربة القوى المتطرفة والفاشية والجريمة المنظمة والفساد والطائفية السياسية والمحاصصة والتسلط ولالغاء الاخر، والدفاع عن المرأة وعن حقوقها، وحماية حق الاختلاف وتنمية وتشجيع الحوار والتنوع والاجتهاد والابداع والعطاء، وتنمية المعارف والعلوم والمعرفة ، والتسويق للثقافة التقدمية ، المتحررة من التحجر والانغلاق والتصحر والظلام والجمود .
هذا هو توجه وسياسة الحزب الشيوعي العراقي ، الذي جسده في وثائقه التي صادق عليها المؤتمر العاشر للحزب، وما تؤكده وتقره الاجتماعات المكوكية والمتواصلة للجنة المركزية ومكتبها السياسي، والاجتماعات الموسعة للكادر المتقدم وقيادات المناطق والمحليات وباقي منظمات الحزب في اصقاع الوطن وخارجه، ووثائقه وما يطرحه عبر إعلامه وصحيفته المركزية طريق الشعب .
فهو يعلن مواقفه واضحة وصريحة ، ودعوته للحوار والتحاور مع كل القوى السياسية والاجتماعية ، التي تضع مصالح البلاد العليا فوق كل اعتبار، ومع كل من يسعى لتحقيق العدالة والمساواة و يعمل على إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على مبدأ الوطنية والمواطنة ، الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية المستقلة ، ولتحقيق العدالة والسلم المجتمعي
ولن يغلق الحزب يوما باب الحوار بوجه كل من يريد الحوار الحقيقي، وليس حوار الطرشان !!...
حوار يجمعنا في قواسم مشتركة، تميل لصالح شعبنا ووطننا ، ويجسد القيم النبيلة والتقدمية ، ويسعى للسلم والأمن والتعايش والمحبة .
هذه هي سياستنا .. وهذا هو نهجنا .. وهذا هو توجهنا ، ونحن كحزب لا نخفي شيء ولا نحجبه عن شعبنا وقواه السياسية .
وعلى كل الخيرين أن يقفوا صادقين ومخلصين، لمباركة هذا التحالف ودعمه وتشجيع الاخرين على الانخراط فيه، ودعمه ماديا ومعنويا وقولا وفعلا، وهو الطريق الاصوب والاسلم لبناء دولة المواطنة وتحقيق العدالة والامن والسلام والرخاء .
ونقول لكل المشككين والمتخاذلين وَالْمُرْجِفُينَ والمنافقين، الذين لا يسعدهم ولا يسرهم سطوع نجم الحزب الشيوعي العراقي، المشككين بقدرات الحزب وصدقية توجهاته وفصاحة خطابه وصواب وسداد سياسته ونهجه !.. نقول للجميع حزبنا هو حزب الكادحين والمحرومين والفقراء من شغيلة اليد والفكر، هو حزب كل الخيرين والوطنيين والتقدميين، وهو المعبر الحقيقي والصادق عن طموحات وتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والتقدم والرخاء، ولن يحيد عن نهجه وطريقه الذي رسمه واختاره قادته الاماجد في 31/3/1934م، وعمد تأريخه النضالي بالدماء الذكية ، وجادوا عن حياض شعبنا ونضالاته بالنفس والنفيس، وقدم عبر تأريخه الطويل ألاف الضحايا، دفاعا عن الوطن والشعب ، وسيبقى أمينا مخلصا وصادقا لهذه القيم والمبادئ ، بعزيمة قيادته وكوادره ورفاقه ومناصريه وأصدقائه، ومنظماته الرائدة والمكافحة التي تحمل شرف الدفاع عن سلامة الحزب وصواب نهجه وفكره وعن تأريخه النضالي الثر ، الامينة على تنفيذ سياسته المعبرة عن مصالح الناس وعن تطلعاتهم في الحياة الكريمة والواعدة ، ولن تثنيهم الصعاب والمخاطر لتحقيق أهدافهم والذود عنها ، والتي هي اهداف الشعب والوطن ، وتتحدى بعزيمة جبارة وقوية وشجاعة نادرة ، كل ما يعترض هذه المسيرة ومهما غلت التضحيات.
عاش الحزب الشيوعي العراقي ، فصيل واعي ومكافح ، من فصائل حركة شعبنا الوطنية  المتصدر لنضالات الكادحين والوطنيين وكل المخلصين .
عاش نضال شعبنا النازع نحو الحرية والتحرر من العبودية والظلام والتصحر ، ومن أجل عراق خالي من الفساد والطائفية السياسية والعنصرية والتعصب ، ومن الفقر والجوع ، ومن الدكتاتورية والإرهاب والظلام، ولإلحاق الهزيمة المنكرة والتامة للإرهاب ومنظماته المختلفة ، والتصدي للجريمة المنظمة ولتجار المخدرات والسلاح والمتاجرين بالبشر .
عاش العراق حر رخي وسعيد وأمن ، وعاشت قوى شعبنا الوطنية والتقدمية .