عن الحق لا تحيد !! / صادق محمد عبد الكريم الدبش

كل شيء في العراق بعد استلام صدام حسين إدارة شؤون البلاد، كان يسير بالضد من حركة الحياة، وبالضد من قوانين التطور الطبيعي لحركة المجتمع ونظمه ، والاقتصاد في مقدمته.
نتيجة لكل هذه المتغيرات والتراكمات، تعرض النسيج الاجتماعي الى هزات عنيفة وطرأت متغيرات خطيرة، خاصة في المنظومة القيمية والأخلاقية، وحتى الأعراف، وانحدار خطير في المعرفة والثقافة والفنون ، وتدني في المستوى التعليمي، وفي مناهج الطلبة والدارسين ، وحتى أثر سلبا على الهيئة التدريسية بمختلف مراحلها.
والاصطفاف الطائفي والاثني، وفي المناطق المختلفة، وضمور وتلاشي الطبقة الوسطى في المجتمع نتيجة لغياب الخطط الاقتصادية والدكتاتوريات للأنظمة المتعاقبة، والحروب والظلم والفقر والجهل وغير ذلك، وظهور شرائح طفيلية ساذجة وليس لها علاقة بعجلة الاقتصاد ونموه ، فقد تسلقت الى مفاصل الدولة، نتيجة الفساد المستشري وغياب التخطيط والبرمجة والعدالة في شغل مناصب الدولة المختلفة، وكذلك ناتج عن غياب الخبرة والدراية في إدارة هذه المؤسسات ، وتسلم إدارتها شرائح لا تمتلك الخبرة في التعامل مع المال العام ، لإدارة عجلة الاقتصاد ومؤسساته المختلفة، كونها طارئة وليس لها علاقة لا بالاقتصاد ولا في الإدارة.
هذه الاسباب وغيرها أدت الى تدهور مريع في مناحي الحياة المختلفة، وتأثرت اليد العاملة من الشغيلة بشكل سلبي ، نتيجة عدم مواكبة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص للتطور التقني والمعرفي وقفزاته المتسارعة في العالم المتمدن، للأسباب الي ذكرناها ونتيجة الحصار الظالم بعد عام 1991 م وحتى سقوط الصنم، فكان تأثيره مدمر على مجمل النشاط الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي.
وما يحدث اليوم نتيجة لاستمرار القابضين بمقاليد السلطة، واستمرار نهجهم وفلسفتهم وسياساتهم الغبية، ولغياب الخبرة والدراية والمهنية لهؤلاء، ولعدم الشعور بالحمية والغيرة والوطنية، والحرص والأمانة والنزاهة، والأنانية المفرطة وطائفيتهم المقيتة والمحاصصة ، وغياب البعد الوطني والمواطنة والوطنية الصادقة، وأَثًروا مصالحهم الذاتية على مصالح البلاد العليا، نتج لنا كل الذي نعيشه اليوم.
وتراكمات الماضي والحاضر واستمرارهم في التحكم بكل شيء ،هو السبب المباشر لما وصل اليه العراق، من هاوية وسقوط في مستنقع أسن ومرير ومدمر!
لا يمكننا الخروج من هذا الواقع المخيف ! .. ومن يحكمنا ويتحكم بمصائرنا هم أنفسهم ( الإسلام السياسي ومشروعه وفلسفته ونهجه ).
نعم هم المسؤولون عن هذا الخراب والدمار والموت، فهم من يسوق العراق لحتفه وتمزقه وخرابه، وما التناحر الداخلي، والتدخلات الخارجية بكل صورها وتجلياتها ، إلا نتيجة لما سلكه هذا النظام الفاشل والمخيب للاَمال والطموحات.
وعلى الجميع أن يدركوا ما أل اليه وضع العراق !.. فإنه أكثر من خطير ... ويحتاج الى من ينتشل وطننا وشعبنا من مصيره المظلم، من خلال نظام عادل ومنصف في دولة عادلة وَيُحْتَرَمُ فيه الدستور والقانون.