المخضرمون الجدد! / يوسف أبو الفوز

مثل كل مرة ، كنت اقرأ لصديقي الصدوق ابو سكينة، ما ورد في الصحف خلال الايام الماضية، من احداث وتحليلات. طلب مني ان اعيد قراءة ما كُتب عن تصاعد حدة الخطاب بين اطراف سياسية مشاركة في العملية السياسية، وتفاصيل عن معلومات استخبارية تفيد بوجود معسكرات للجماعات الإرهابية على الشريط الحدودي مع سوريا. وقادنا الامر للتوقف عند اقرار مجلس النواب لقانون الانتخابات التشريعية بعد سجالات طويلة وصفها البعض بـ «صراع الحصول على المكاسب». واشرت الى زيادة عدد مقاعد البرلمان، فقال ابو سكينة :» مقاعد برلمانية اكثر يعني إجهاد اكثر لميزانية الدولة».
ضحك ابو جليل وقال وهو ينغم بصوته : «صاير دبلوماسي حيل عيوني ابو سكينه، قول لنا الوصف مثل ما تحجيه الناس ... إجهاد وما أعرف شنو؟ « ! ونحن نضحك عرض لنا جليل صورا قديمة منشورة لبعض السياسيين والمثقفين يتبخترون ببدلاتهم الزيتوني في حقبة النظام الديكتاتوري، والى جانبها صورهم الحديثة في مناسبات رسمية وهم يتحدثون عن الديمقراطية وبناء العراق الجديد ونضالاتهم المزعومة ضد الديكتاتورية. قال ابو جليل : «أستلم يا صاحبي، هذوله شراح تسميهم بقاموسك الدبلوماسي الجديد؟»
قالت ام سكينة : قبل ايام وصفهم بأنهم أعضاء جماعة «منين ما ملتي غرفتي». اعترض ابو سكينة ورفع يده: «ارجوكم، لا تصادرون صوتي وتحجون نيابه عني، هل تعتقدون أني أجامل هذه النماذج؟» والتفت الي واثقا من نفسه : قول لهم ، اشحجينا ؟
حكيت للحاضرين جوابي قبل ايام لأبي سكينة عن معنى كلمة «مخضرم» اذ سمعها تتردد في حديث تلفزيوني، وكان يظن انها تعني الكبير في السن. ووجدت له معناها في مختار الصحاح بأنه «الشاعر الذي أدرك الجاهلية والإسلام «وفي القاموس المحيط « المخضرم بفتح الراء،والماضي نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام أو من أدركهما»، وفي خزانة الأدب « ماء مخضرم كزبرج إذا تناهى في الكثرة والسعة فمنه سمي الرجل الذي شهد الجاهلية والإسلام مخضرما كأنه استوفى الأمرين».
فقال ابو سكينة: وهؤلاء الذين ردحوا في الفترتين، بالزيتوني لقائد الامة وبعضهم كتب شعر لأم المهالك، والان لابسين ثوب الديمقراطية ويلمعّون بأسمائهم ويزورّون تأريخهم، ويعملون تحت شعار «بالروح بالدم نفديك يا هو اللي كان»، واستوفوا فلوس ومنافع المرحلتين، فلا تستغربوا ان تجدوهم ضمن قوائم المرشحين للانتخابات ،هؤلاء أسميهم ... «المخضرمون الجدد» !