إحذر سبابة يدك! / حسن مظلوم

من يتهم من؟ الشظايا تتطاير فوق الشظايا وتتراكم الجثث فوق الجثث. من علمكم كل هذا القتل الجماعي؟ من علمكم لغة الإرهاب واخطر ما في الأمر ان يتزوج الإرهاب الرسمي مع الإرهاب غير الرسمي فيولد وليداً جديداً اسمه الإرهاب أيضاً وها نحن ضحايا هذا الثلاثي المولود من رحم الأرض والمحقون بأبر الجوار سئمنا رائحة الارهاب والموت والخطابات التهديدية التي تحركها الدوافع الغريزية العدوانية، سئمنا قراءة الشعارات الهستيرية والسادية التي تمنح حق القتل المطلق على مذبح الأيدولوجية الطائفية وفيما نحن آيلون اليه من تفسخ في كافة مجالات الحياة استفحل الإرهاب حتى وصل إلى تفجير البيوت ونحر العوائل ولم ينج من هذا النحر حتى اعناق الأطفال فلذات أكبادنا. يظل السؤال لماذا هذا الصمت الذي خيب الآمال؟ كأننا مخدرون بأفيون الواقع المر. مستسلمين لهذا السبات الذي طال اكثر من عشر سنوات متفرجين على الذين يتحايلون علينا بشتى الحيل من أجل حثنا إلى الرجوع للقرون المظلمة بكل جهلها وظلامها وتخلفها حتى صرنا نعيش في مناخ غير مطابق مع مناخ القرن الحادي والعشرين وما تنعم به دول العالم من تقدم ولم يكتفوا بسرقة حقنا من خيرات بلادنا بل راحوا يتاجرون بدمائنا وكرامتنا وحريتنا كارهين لنا التقدم والتطور الذي يشع النور في العقول ولا خيار لنا غير صناديق الاقتراع التي ستقرر مصيرنا ومصائر اجيالنا المقبلة وهذا يعتمد على الانتخاب المعتدل القائم على المفهوم الوطني لتحديد قيمة الانسان وهوية الوطن ولنعمل جاهدين على ان يكون وطننا وطناً متمدناً نحمله على اكتافنا وننتقل به من عالم السحر والشعوذة والنجامة الى عالم العلم والفلكيات والتقدم وتأنيب الضمير ولنزرع بذور الخير والمحبة والشرف والشجاعة، خيراً من زرع بذور الطائفية التي ادت بالبلاد والعباد الى مستنقع الجريمة واللصوصية والرذيلة فأحرقت مئات الالاف من أبناء شعبنا وحولت أجساد الأطفال الى فحم. نريد سياسيين يبسطون أمامنا آفاقاً جديدة ويرشدونا الى دلالات تفتح أمامنا نوافذ النور، خيراً من هذه الدلالات التي فتحت أمامنا عواصف الظلام فضيعتنا.
أيها العراقي المتطلع إلى غد لا خوف فيه، احذر من سبابة يدك كيلا يكون صوتك. سيارة مفخخة. عبوة ناسفة. كاتم صوت. أو قنبلة.