الشيوعية أعلى من الموت وأكبر من النسيان ولا تقبل التقادم / خضير ميري

ونحن نحتفل بثمانين الحزب الشيوعي العراقي لا يمكن لنا إلا أن نعده حزباً عريقاً وأصيلا ينطوي على صفحات طويلة ومهمة ومثيرة من صفحات النضال السياسي بكافة أشكاله أقول لا يمكن لنا اعتباره اليوم مجرد حزب سياسي عقائدي ينطوي على انساق وخلايا تنظيمية فحسب بل هو اليوم حركة جماهيرية عظمى تخص الشعب العراقي بكافة أطيافه ولا يعد هذا الكلام مبالغة أو مصادرة على المطلوب بل هو واقع نلمسه بمحبة الناس لهذا الحزب الوطني الذي لم يلطخ يديه بمطامع السلطة السياسية أو الفساد الإداري أو رسملة المبادئ واتخاذها سلماً لمكاسب رخيصة لطالما ذهبت قوى سياسية ضحية لها. أنا شخصيا افخر بانتمائي لحزب هو في طليعة الحركات السياسية في العالم ولطالما كنت أراقب مسيرته العظمى والخطوات التي يتخذها في معالجة الأزمات السياسية الراهنة في ضوء منهج الموازنة الواقعية والتساوق الكيفي ومعالجة الأمور ضمن أوضاعها الخاصة ومدياتها العامة لاسيما وان الحزب الشيوعي هو في مقدمة القوى السياسية التي تشكل ثقلا لا يستهان به في سير العملية السياسية في العراق خاصة وان قدومه إلى الوطن وعودته إلى أرضه وجذوره بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية أعطته كل الثقة في إعادة ترصيص صفوفه واستعادة رفاقه الذين حالت ظروف العراق وآليات القمع الدكتاتوري من أن يبقوا متواصلين مع الحزب بصورة سرية أو علنية. إن العيد الثمانين للحزب هي مناسبة مهمة في استذكار الحزب وتثقيف الناس بأفكاره وبرامجه وتاريخه الطويل المشرف كما نلمس ذلك بوضوح في كلمة للرفيق مفيد الجزائري التي جاء فيها «ويطل عام الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. ذكرى انطلاق مسيرة اعرق الأحزاب السياسية، وقوى الكفاح الوطني والتقدمي العراقي، وأطولها عمرا. وأحد أكثرها وفاء للشعب وعطاء للوطن، وتضحية في سبيل حريتهما وسيادتهما وكرامتهم وتطورهما وازدهارهما، ودفاعا عن حقوقهما»ولا تعد هذه الكلمات انحيازا ذاتيا للحزب من داخله بل هي تعبير صادق عن مسيرة نضالية سالت فيها دماء المئات من الشيوعيين الأحرار ولا يمكن لنا أن ننسى التضحيات لقادة الحزب منذ تأسيسه على يد الرفيق فهد في 31 آذار من عام 1934 وهو مثقف وطني أصيل وكان يجيد اللغات العربية والكلدانية والانكليزية والروسية , ومعرفته لهذه اللغات مكنته من تتبع الأحداث الدولية عبر الصحافة الأجنبية كما انه حقق له طريق مباشر للاطلاع على الأفكار الماركسية اللينينية من مصادرها الأصلية واليوم تغمرنا البهجة ونحن نتوج ثمانينة الحزب الشيوعي العراقي بين أهله وناسه ونحن نتطلع إلى مكاسب اكبر له في العملية السياسية العراقية الجارية اليوم وسط ظروف قاسية يدفع فيها الشعب العراقي ثمنا من دماء أبناءه وأرواح شهادئه الطاهرين ثمنا لتحقيق مستقبل ديمقراطي للعراق وأجياله القادمة هنيئا لحزبنا هذا النجاح الكبير والصبر الطويل وعمرا مديداً له على مر الأجيال وتعاقب الدهور

*******
عن جريدة "الدستور" السبت 11 كانون ثاني 2014