فرار مئات السجناء.. واستهداف لمراكز الجيش

بغداد – طريق الشعب
أفادت الأنباء الصحفية، يوم أمس، أن ما يقارب ما بين 500 إلى 1000 نزيل، فروا خلال عملية التهريب التي شنها إرهابيون مساء أمس الأول، على سجني بغداد المركزي (أبو غريب سابقاً) والتاجي. وبحسب هذه الأنباء، فأن المهاجمين كانوا يحملون أسلحة متوسطة وثقيلة واستطاعوا الوصول إلى أقسام فيها محكومون وفق المادة 4 إرهاب.
وروت تقارير أن الهجوم الذي نفذه الإرهابيون كان مخططاً له بشكل دقيق، حيث أن الهجوم الأول كان عبارة عن ضرب نقاط حراسة السجنين عبر قذائف الهاون، ما أثار الفوضى والإرباك داخل السجن. وأعقب القصف اقتحام مجموعة مسلحة وصلت إلى القاعات التي يحتجز فيها السجناء.
وبحسب ما أعلن فأن المجموعات المسلحة كانت تهدف إلى إطلاق سجناء محتجزين في قاعات محددة، أي أن العملية كانت تسعى إلى تهريب سجناء دون غيرهم. وأن أغلب نزلاء القاعات التي استهدفها المسلحون، هم محكومون وفق المادة 4 إرهاب ومرتبطون بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وبحسب أنباء غير مؤكدة، أوردتها وكالات الانباء، فأن المئات من السجناء استطاعوا الفرار، إلا أن قوات الأمن استطاعت القبض على ما يقارب الـ25 نزيلا فارا، وهم من الذين لم يستطيعوا مواصلة الهرب لأسباب صحية.
وقدرت الأنباء عدد المهاجمين بنحو 300 مسلح.
في المقابل من ذلك، أعلنت وزارة الداخلية، أمس عن إحباطها هجومين مدبرين على سجني التاجي وأبو غريب بسيارات مفخخة وانتحاريين وقذائف هاون أمس الأول الأحد، مؤكدة استشهاد وجرح نحو 70 عنصرا أمنيا في الهجومين المباغتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في بيان نشر على موقع الوزارة، واطلعت عليه "طريق الشعب" أمس الاثنين، إن "القوات الأمنية في قيادة عمليات بغداد وبمساندة من طيران الجيش، تمكنت من إحباط هجوم مسلح شنه مسلحون مجهولون استهدف بنايتي سجني التاجي (شمال) وأبو غريب (غرب)".
وبين أن "القوات الأمنية تصدت للمهاجمين وأجبرتهم على الفرار، وما زالت هذه القوات تتعقب القوات الإرهابية وتفرض سيطرتها التامة على المنطقتين".
كما تعرض سجن الحوت في التاجي إلى هجوم بأربع سيارات مفخخة وثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة وبعدة قذائف هاون، ما أسفر عن مقتل تسعة عناصر وجرح 17 آخرين من حراس السجن.
من جانبها، أعلنت وزارة العدل أن السيطرة على سجني (أبو غريب) والتاجي تمت خلال الساعات الأولى لمحاولة الاقتحام، مرجحة عدم وجود فارين من السجنين، مبينة أن وزيرها وجّه بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث وتشكيل لجنة لرصد الأضرار الناجمة عنه وتعزيز القوة الأمنية في إدارة السجون.
وقال حامد الموسوي مدير عام دائرة الإصلاح التابعة لوزارة العدل في مؤتمر صحفي تابعته "طريق الشعب" أمس، إن "السيطرة على سجني التاجي وأبو غريب تمت خلال الساعات الأولى من محاولة اقتحامهما بعد اشتباكات كثيفة بين منتسبي الدائرة وقوات الجيش وبين المسلحين وقد تم تشكيل لجنة لإحصاء عدد النزلاء في السجون لمعرفة عدد النزلاء الفارين"، مرجحاً عدم وجود فارين من السجنين.
وأضاف الموسوي، أن "وزير العدل حسن الشمري وجّه بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث وتشكيل لجنة لرصد الأضرار الناجمة عنه وتعزيز القوة الأمنية في إدارة السجون وتكريم إدارة سجن التاجي لدورها البطولي وسرعتها في التصدي للهجوم وقلة عدد الإصابات فيها".
هذا وفرضت القوات الأمنية حظراً للتجوال في منطقة الرضوانية وقامت بحملات دهم وتفتيش واسعة للبحث عن سجناء فارين من سجني الحوت وأبو غريب.
وطوقت القوات المنطقة من جميع جوانبها في محاولة منها للسيطرة على السجناء الفارين، كما طالبت القوات الامنية المواطنين بضرورة الالتزام بحظر التجوال حفاظاً على سلامتهم.
وفي سياق أمني آخر، أفادت وزارة الداخلية، ان القوات الأمنية في الأنبار تصدت لهجوم من قبل "مجموعة إرهابية" حاولت اقتحام أحد مخافر الشرطة بالمحافظة.
وقال المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب" أمس، ان "الشرطة تصدت لمجموعة إرهابية حاولت اقتحام مخفر شرطة الحوز في مدينة الرمادي، وتمكنت من قتل احد المهاجمين ويدعى (سلام تركي)، وألقت القبض على مهاجم آخر يدعى (جاسم محمد حمد)، فيما لاذ الآخرون بالفرار".
وبين معن، أن "قوات الشرطة تمكنت من ضبط سلاح المهاجمين والعبوات الناسفة التي كانت بحوزتهم دون أي خسائر تذكر"، ولم يشر المتحدث إلى وقت الهجوم.
وفي نينوى، أفادت مصادر أمنية وطبية أمس، أن حصيلة الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة على قافلة للجيش العراقي ارتفعت إلى 25 شهيدا بينهم مدنيون فيما جرح نحو 18 شخصا.
وقالت المصادر إن "انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف رتلا كبيرا للجيش العراقي، فجر اليوم، في منطقة كوكجلي شرقي الموصل".
وبينت أن "الحصيلة الأولية تحدثت عن استشهاد 10 جنود على اقل تقدير، غير أنها ارتفعت إلى 25 شهيدا بينهم مدنيون، فضلا عن جرح 18 آخرين اغلبهم جنود".
وفي نينوى أيضا، أعلنت قيادة الفرقة الثانية في الجيش العراقي المتمركزة في محافظة نينوى، الاثنين، عن اعتقال 19 مطلوبا بتهمة "الإرهاب" خمسة منهم سوريو الجنسية شرقي الموصل.
وقال قائد الفرقة اللواء الركن علي الفريجي في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه أمس، إن "قوة تابعة لفرقته ألقت القبض على 19 مطلوبا بتهمة الإرهاب، خمسة منهم سوريو الجنسية، خلال عملية أمنية نفذتها في الجانب الأيسر من المدينة شرقي الموصل".
وأضاف الفريجي أن "القوة عثرت أيضا على كدس للأسلحة يحتوي على 28 عبوة ناسفة، و18 عبوة لاصقة وصاروخ روسي الصنع، و6 قنابر هاون عيار 60 ملم، و3 رمانات حرارية، و2 قذيفة مدفع مختلفة، و3 مقذوفات تفجير، و26 جهاز تفجير، و 5 بنادق كلاشنكوف، فضلا عن كمية من المواد المتفجرة"، مشيرا إلى أن "القوة نقلت المعتقلين إلى مركز امني للتحقيق معهم".