الرفيق عزيز سباهي في ذمة الخلود / جاسم الحلوائي

ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة الرفيق عزيز سباهي (أبو سعد) الكاتب والباحث المرموق صباح يوم الثلاثاء 26 كانون الثاني 2016 عن عمر ناهز التسعين عاماً في مغتربه في كندا.
الرفيق عزيز سباهي مناضل معروف في صفوف الحزب الشيوعي العراقي منذ سبعة عقود. وقد تعرض خلال نضاله من أجل حرية وطنه وسعادة شعبه إلى ثمانية عشر عاما من السجن والإبعاد، بما في ذلك سنوات عديدة قضاها في سجن نقرة السلمان الصحراوي وتحمل صنوف التعسف والاضطهاد الذي تعرض له السجناء الشيوعيون العراقيون. واضطر للهجرة من العراق في عام 1978 أثناء تعرض الحزب الشيوعي العراقي للقمع الوحشي من قبل النظام الدكتاتوري المقبور. لقد استفاد سباهي من إقامته في السجون، وحيثما أمكن ذلك، لتطوير قابلياته، فطوّر لغته الإنكليزية وترجم عدداً من الكتب إلى العربية. لقد التقيت سباهي لأول مرة في سجن بعقوبة الانفرادي في عام 1957 وفي رجليه سلسلة حديدية لأنه من ذوي الأحكام الثقيلة.
يعد الرفيق عزيز سباهي من الكوادر المثقفة في الحزب الشيوعي العراقي وكان عضوا في اللجنة الاقتصادية المركزية خلال السنوات 1974ـ 1978. وأصبح عضوا في قيادة تنظيم الخارج وفي لجنة العمل الأيديولوجي في السنوات الأخيرة من الثمانينيات وبداية التسعينات من القرن الماضي. ولم يكن من اهتمامات سباهي شؤون التنظيم الحزبي بقدر اهتمامه بالكتابة والبحث. فقد ترجم وألف العديد من الكتب، على سبيل المثال لا الحصر، فإنه ترجم كتاب "الكومينتيرن والشرق" لمؤلفه أ. ريجينكوف ونُشر باسم نصير سعيد الكاظمي. وألف ونشر بنفس الاسم كتابين الأول "الحزب الشيوعي والمسألة الزراعية في العراق" (1987). والثاني "مساهمة في كتابة تاريخ الحركة النقابية في العراق"(1989). وتوج بحوثه التاريخية بكتابه الكبير"عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي" وبصدور هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة أصبح لدى القارئ، ولأول مرة، تاريخ مدونّ ومطبوع يغطي حوالي ستة عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي. وبذلك يتوفر مصدر مهم للثوريين ولجميع المناضلين من أجل غد أفضل ولجميع الباحثين في تاريخ العراق المعاصر بشكل عام وتاريخ الحزب الشيوعي العراقي بشكل خاص.
المجد والخلود والذكر الطيب للفقيد عزيز سباهي والصبر والسلوان لأهله وأصدقائه ومحبيه