الحلة – طريق الشعب
في مهرجانها الثقافي لهذا العام الذي أقيم في الخامس من حزيران الجاري، احتفت جماعة الجندول الثقافية في بابل، بالباحث والأديب ناجح المعموري، بحضور حشد من المثقفين والادباء والفنانين والاعلاميين والمواطنين الآخرين، الذين غصت بهم حدائق كازينو الجندول وسط مدينة الحلة.
وعد كتاب وشعراء حليون، احتفاءهم بالمعموري، "محاولة لاستنطاق ذاكرة المكان" رداً على "تهميش" الثقافة في بابل، عازين ذلك إلى ما جسده من "قدرة معرفية وثقافية ثرة" ودعمه للشباب وتوعيتهم بالرموز الحضارية الرافدينية.
المهرجان الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام، افتتح بكلمة ألقاها الشاعر مازن المعموري، تطرق فيها إلى الانجاز الثر الذي قدمه المحتفى به في مجال القصة والدراسات الأدبية والميثولوجية. وقال: "ان هذه التظاهرة الثقافية تؤكد الاهتمام بأحد أعمدة الثقافة العراقية ممثلة بشخص ناجح المعموري، في الوقت الذي تعاني فيه الحلة من عزلة وضعف اهتمام مؤسسات الدولة والمحافظة".
واضاف قائلا: "ان هذا المهرجان محاولة لغرس روح التسامح والتكاتف ونبذ العنف بكل اشكاله، ونقل رسالة مفادها ان المثقف الحلي موجود على الارض المفتوحة من اجل التواصل مع الناس".
وشهدت أيام المهرجان الثلاثة، معرضا تشكيليا للفنان حيدر الحداد، وآخر للنحاتة أيام صالح، فضلا عن عرض فيلم وثائقي يجسد سيرة ناجح المعموري، ومسرحية بعنوان "لا" من إخراج أحمد رياض، وقراءات شعرية لمجموعة من شعراء الحلة، وتوقيع ديوان للشاعر موفق محمد.
و قال الفنان فاخر محمد الذي حضر المهرجان إن "المحتفى به يعد قامة معرفية ورمزا اغنى المكتبة العراقية بالعديد من المؤلفات، وبمختلف المناحي والاختصاصات".
من جهته، قال الشاعر موفق محمد الذي القى قصيدة بعنوان "ناجح المعموري ومسيرته الثقافية"، إن "جماعة الجندول اذ تحتفي بالاديب والمفكر ناجح المعموري فهي تحتفي بكل المثقفين البابليين"، واضاف قائلا: "ان ناجح المعموري الذي يحمل الثقافة العراقية على كتفيه، يمثل نهراً معرفياً دائم الجريان، تعلمنا منه السياحة الأدبية. وقد اهتم بالشباب وخصص لهم الكثير من وقته على الرغم من مشاغله الكثيرة".
وعلى صعيد متصل، قال الشاعر عادل الياسري، إن "ناجح المعموري اسم له حضوره المتفرد في المجالات الثقافية والمعرفية العراقية بعامة، والبابلية بخاصة، وإن الاحتفاء به هو احتفاء بالمدينة أولا والثقافة البابلية والعراقية ثانياً"، مضيفاً أن "المعموري قدم للمكتبة العربية أكثر من 35 كتاباً في موضوعات شتى، منها الروائية والبحثية المتعلقة بالأساطير والأديان وعلاقتها ببعضها، فضلاً عن تحليله الكثير من المنجزات الابداعية للشعراء والفنانين وغير ذلك".
وكان لفرع النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين في بابل، حضور في المهرجان، فقد ألقى عضو هيأتها الإدارية الشاعر طارق حسين كلمة في المناسبة، وقدم الاعلامي اقبال محمد عباس هدية تذكارية باسم النقابة للمحتفى به.
يذكر أن جماعة الجندول الثقافية تمثل مجموعة شباب تسعى إلى الرقي بالأفكار وإشاعة ثقافة المحبة والجمال، حيث اخذت اسمها من أقدم كازينو في مدينة الحلة، وان المهرجان الثقافي السنوي يتوج بالاحتفاء بأعمدة الثقافة الحلية. إذ احتفت نسخته الأولى بالشاعر موفق محمد، والثانية بالقاص والروائي والتشكيلي الراحل حامد الهيتي.