قرية ابو نعيجة ..تأريخ نضالي حافل / فرحان شغيت

ابو نعيجة قرية صغيرة تقع على نهر جميل يسمى باسمها وهو احد فروع نهر دجلة في جنوب ناحية السلام والتي كانت تسمى ناحية الطويل قبل ثورة 14 تموز الخالدة في محافظة ميسان، وقد سميت القرية بهذا الاسم لتجمع طيور البجع المهاجرة في موسم الشتاء في مستنقعاتها المائية، اذ كان يطلق على تلك الطيور المهاجرة (انعيجة الماي).
تشتهر هذه القرية بزراعة الرز وبساتين النخيل ومن اشهر تلك البساتين بستانا موسى واشغيت وتسكنها بعض عوائل الصابئة المندائيين الذين يمارسون مهنة صناعة الزوارق (المشاحيف) وادوات الزراعة.
واول مدرسة من الطابوق بنيت فيها عام (1932) وقد سميت بالسلمانية للبنين تيمننا بالشيخ سلمان شيخ عشيرة آل ازيرج والد الشيخ مطلك، وتغير اسمها بعد ثورة تموز من عام (1958) الى الاصلاح الابتدائية للبنين وبقيت بهذا الاسم حتى سقوط النظام الدكتاتوري عام (2003) وسميت بعد ذلك باسم الشاعر حسب الشيخ جعفر ابو جناح الذي كان احد طلابها هو وشقيقاه الاستاذ علي والدكتور صاحب الشيخ ابو جناح، ومن ابرز معلمي هذه المدرسة في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي هم المناضل الشيوعي شهاب احمد التميمي اول رئيس للقائمة المهنية لمعلمي لواء العمارة والمعلم والمناضل الشيوعي حسين صبيح العلاق شقيق شهيد الحزب الشيوعي العراقي حسن صبيح العلاق الذي استشهد في وثبة تشرين عام (1952) في مدينة العمارة برصاص مدير شرطة لواء العمارة، والمعلم زبون مدلول الزهيري والمعلم الفنان مكي كميت البدري الذي توفي في شهر أيار من هذا العام في مهجره بالسويد، والمعلم عبد الرحمن مسعودي والد الفنانة خولة التي مثلت في فلم نعيمة العراقي.
اما طلابها فكان معظمهم من الشيوعيين ومنهم خلف جوده رئيس اتحاد طلبة لواء العمارة بعد ثورة (14) تموز والذي يرقد حاليا خلف اسوار مدينة برلين، والطالب سامي شغيت والذي اصبح مديرها بعد ثورة تموز، والمناضل الشيوعي ابراهيم عبد الله.
وعند ظهور الحلقات الماركسية في اربعينيات القرن المنصرم بهذه القرية انضم الى الحزب الشيوعي عدد كبير من الفلاحين ومنهم حسن الجمالي وفعل ضمد الشرشاحي وكاظم عبد الله وكاظم بدن وموكر جبرة الله وسيد فرج وحميد الشيخ جبر.
قرية ابو نعيجة صغيرة بحجمها ولكنها كبيرة بنضالها وشامخة بقاماتها من الشيوعيين المناضلين والمثقفين والفنانين الذين اغنوا الساحة العراقية بنضالهم وادبهم وفنهم.