ندوة عن جرائم "داعش" بحق الآثار والنصب التاريخية / غالي العطواني

بهدف تسليط الأضواء على الانتهاكات السافرة التي ارتكبتها جماعات "داعش" الارهابية، على النصب والتماثيل والمعالم الجمالية في محافظة نينوى، عقدت وزارة الثقافة، امس الاول الاثنين، ندوة حضرها وكيل الوزارة فوزي الاتروشي، إلى جانب العديد من المثقفين، والاعلاميين والممثلين على المنظمات المدنية.
أدارت الندوة التي أقيمت على قاعة "بيتنا الثقافي" في بغداد، عضو الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان تضامن عبد المحسن، التي استهلت حديثها بالقول: "ما تفعله داعش لا يختلف عمّا فعله هولاكو وهو يرمي الكتب في نهر دجلة، وما حدث قبل أعوام من عمليات اغتصاب جماعي وقتل مجاني في مخيمات صبرا وشاتيلا في لبنان (...) واليوم يقوم الداعشيون بتهديم النصب والتماثيل وغيرها من المواقع الآثارية والتراثية في محافظة نينوى، مدينة الثور المجنح".
بعد ذلك قدم مدير قسم التحريات في دائرة الآثار والتراث بوزارة السياحة والآثار، سليم خلف، عرضا وشرحا وافيا عن الآثار في محافظة نينوى، والاهمية التاريخية والثقافية والحضارية التي تتمتع بها مدينة الموصل منذ اقدم العصور، واشار الى الانباء المؤكدة التي ترد من المدينة، والتي تفيد بتهديم تمثال الموسيقار عثمان الموصلي، ونبش قبر المؤرخ الاسلامي ابن كثير، وتفجير نصب الشاعر الكبير ابو تمام.
ودعا سليم الى تفعيل الجهود لحماية هذه المعالم الجمالية وتعرية وفضح جرائم "داعش".
السيد فوزي الاتروشي شارك في الندوة بكلمة، تطرق فيها إلى المخاطر التي تترتب على الانتهاكات والتجاوزات على تاريخ وآثار العراق من قبل مجاميع ارهابية تقف بالضد من الحضارة البشرية، وكل ما يتعلق بثقافة الشعوب من مخزون جمالي، مشددا على تفعيل دور المثقف العراقي للتحرك على المواطنين في الازقة والشوارع، لإشعارهم بخطورة محو تاريخ آثار وتراث مدينة نينوى.
وأدان رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان، محمد حسن السلامي، الجرائم التي تتعرض لها مدينة الموصل، والمدن العراقية الأخرى، موضحا الطابع التعددي والتنوعي في نينوى، ومشددا على أهمية صيانة تراث هذه المدينة العريقة.
الناشط المدني فاروق بابان حذر من الخطاب الطائفي الذي يريد بالبلد الوصول إلى نفق مظلم، مشيرا إلى ان الطائفية هي من جلب الإرهابيين إلى العراق.
وفي الختام قرأت السيدة تضامن عبد المحسن، بيانا استنكر الحملات الهمجية التي شنتها عصابات "داعش" على الآثار والنصب التراثية، ودعت الجميع إلى الإمضاء عليه.