بغداد – طريق الشعب
عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، صباح الجمعة الماضية، ندوة فكرية بعنوان "الفيدرالية بين النظرية والتطبيق"، تحدث فيها عضو مجلس محافظة بغداد الرفيق فرحان قاسم، وحضرها جمع من الشيوعيين واصدقائهم ومن المواطنين الآخرين.
أدار الندوة التي أقيمت على قاعة اللجنة المحلية في بغداد، الرفيق علاء طه، الذي قدم سيرة المحاضر بصورة مختصرة.
بعد ذلك تحدث الرفيق قاسم عن مفهوم الفيدرالية، مشيرا إلى طريقة العمل بها، ومؤهلات قيامها المتمثلة بـ "المساحة الشاسعة للدولة، والتنوع المجتمعي من حيث الثقافة واللغة والقومية والطائفة".
وأوضح المحاضر ان 25 دولة في العالم، تمارس حاليا النظام الفيدرالي بشكل عام، مبينا ان من أهم مؤهلات نجاح هذا النظام، هو أن يبنى على اساس اختياري طوعي ديمقراطي، "أي في ظل دولة مدنية ديمقراطية, دولة القانون والحقوق"، مؤكدا أن هذا يحقق المساواة والحرية والعدالة والاعتراف بالآخرين وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وأضاف قاسم قائلا: "ان الفيدرالية تمنح جميع الاطياف شيئا من الاستقلالية في اشباع حاجاتها ورغباتها وتطلعاتها، فضلا عن اهمية الفيدرالية في توحيد المجتمع، وعدم انقسام البلد، إذ يتحد ويجتمع الكل في هرم السيادة".
ثم عرض عضو مجلس محافظة بغداد، مقارنة بين الدولة الفيدرالية والكونفيدرالية، وبين اللا مركزية الادارية, مستشهدا بموقف الحزب الشيوعي العراقي من القضية الكردية، والشعارات التي تبناها من أجل تلبية الحقوق القومية للشعب الكردي. وقال: "ان الحزب الشيوعي العراقي يقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها، بما فيها حق الانفصال"، مشيرا الى ان "مفهوم حق تقرير المصير، لا يشترط أن يتحدد بمفهوم الانفصال، وانما بالاتحاد ايضا". بعد ذلك سلط المحاضر الضوء على المادة الاولى من الدستور العراقي، والتي تبين ان العراق دولة فيدرالية ديمقراطية موحدة. كما تطرق الى الصلاحيات السيادية للحكومة الاتحادية، وصلاحيات الاقليم والصلاحيات المشتركة, فضلا عن قانون مجالس المحافظات الذي يستوجب العمل به وفق الدستور. ومن القضايا الأخرى التي تحدث فيها المحاضر، الأزمة بين الاقليم والحكومة الاتحادية، مؤكدا أهمية معالجة هذه الازمة، عبر حل الخلاف حول المادة 140 من الدستور، واستصدار القوانين الداعمة لتعزيز العلاقة مع الاقليم، وترسيخ الوحدة الوطنية، فضلا عن اصدار قانون النفط والغاز، واقرار الموازنة الاتحادية، والعمل المشترك بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية، من اجل التصدي لقوى الارهاب وحلفائها.
وفي الختام اجاب الرفيق فرحان قاسم، عن اسئلة الحضور، التي صبت في موقف الحزب الشيوعي العراقي من الاحداث السياسية الجارية، ومن القضية الكردية والشعب الكردي.