ندوة للأنصار الشيوعيين عن أزمة الموصل وتداعياتها

بغداد – طريق الشعب
أقام فرع رابطة الانصار الشيوعيين في بغداد، السبت الماضي، ندوة حوارية حول الابعاد السياسية لأزمة الموصل، وتداعياتها المختلفة.
حضر الندوة جمع من الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم، وتحدث فيها سكرتير الرابطة د. عودت ناجي، متناولا جوانب الأزمة في محافظة الموصل، والأسباب الداخلية والخارجية لتقهقر الجيش أمام عصابات "داعش".
وأكد ناجي في حديثه أن الحزب الشيوعي العراقي تنبأ بتدهور الأوضاع الامنية في البلد منذ وقت مبكر، وجاء ذلك في بياناته وصحافته. فقد حذر من المخاطر المتوقعة التي تسببها سياسات المحاصصة الطائفية، ومن ان عدم التصدي للأزمات المستفحلة سوف يجعل العراق مفتوحا على الاحتمالات السلبية كافة.
وعرج سكرتير الرابطة في حديثه على محاور عديدة , منها البيئة السياسية في الموصل ونواحيها التاريخية، مبينا ان الموصل مدينة للتآخي والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي كافة.
واضاف قائلا: "بعد سقوط النظام الصدامي المباد، ولأسباب سياسية عدة، نشطت في الموصل قوى ارهابية، واصبحت بعض مناطقها مآو للمنظمات الارهابية أمثال "داعش" والقاعدة والعصابات المجرمة من جيش النقشبندية وغيره".
وعن الخلفية الفكرية لعصابات "داعش" أشار ناجي إلى ان ايديولوجيتها خليط بين الفكر الوهابي وتراث الفكر الجاهلي، وهما وجهان لعملة واحدة. "فهي في سلوكياتها لا دين ولا مذهب لها, شريعتها القتل وسفك الدماء والتخريب والنهب والاغتصاب. كما انها نموذج دموي للعصابات البربرية". لافتا إلى استهداف عصابات "داعش" دور العبادة، وتفجيرها المراقد الدينية، واعلانها فتاوى "نكاح الجهاد"، وغير ذلك، من الافعال البشعة التي يسقط قناعها وادعاءاتها المزيفة بحمل راية الاسلام.
أما المحور الآخر الذي تطرق إليه سكرتير الرابطة، فهو ما يتعلق بعدم صمود الجيش في معركته ضد عصابات "داعش" في الموصل، مشيرا إلى ان هذه الهزيمة شكلت انتكاسة كبيرة وسابقة خطيرة في تاريخ الجيش العراقي المعروف بشجاعته وبسالته. كما شكلت صدمة قوية لكل عراقي غيور على بلده، موضحا انها مرتبطة أساسا بنهج المحاصصة الطائفية، وما آل إليه من سوء وترهل في إدارة الدولة.
وبين د. عودت ناجي أن هناك دولا اقليمية تسعى إلى أن تضع العراق في دوامة صراعات طائفية، ما يؤمن مصالحها الاقتصادية والسياسية. "فهي لا تريد للعراق أن يكون بلدا منافسا في سوق النفط العالمي، ليبقى سوقا رائجا لبضائعها".
كذلك تطرق سكرتير الرابطة إلى التداعيات التي ولدتها ازمة الموصل، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، طارحا بعض المقترحات التي قدمها الحزب الشيوعي العراقي من أجل انقاذ البلد، بضمنها عقد مؤتمر وطني تشارك فيه القوى السياسية الفاعلة، وحل الخلافات بين المتنفذين، وتأمين مطالب وحقوق المواطنين المشروعة في اطار الدستور، وبناء جيش مهني مسلح بعقيدة الولاء للوطن.
وفي الختام أعلن الانصار الشيوعيون عن حملة تبرعات للعائلات النازحة، تقام في مقر الرابطة، ويبدأ تسليم التبرعات ابتداء من السبت المقبل.