لقاء مع الاعلامية والفنانة انعام عبد المجيد / يوسف أبو الفوز


فيلم "شروق" حلم يحمل أسمه عن واقع تهميش المرأة
!
انعام عبد المجيد ، ابنة الكاظمية ، خريجة الجامعة المستنصرية قسم الترجمة، والوجه الاعلامي المعروف، المثابرة والطموحة ، والتي أعدت وقدمت العديد من البرامج التلفزيونية، غطت فيها هموم العراقيين، داخل وخارج الوطن، في كل المجالات، الثقافية والسياسية والاجتماعية، ها هي تطرق باب السينما، ليس كممثلة بوجهها الجميل ذي الملامح العراقية ، وانما كمخرجة. "طريق الشعب " تابعت نشاطاتها ، وتواصلت معها ، وكان هذا الحوار الخاص عبر الهاتف :
أولا .. لك تحيات من اسرة تحرير "طريق الشعب" وتهنئة بعرض فيلمك الروائي القصير "شروق"، كيف تصفين لنا دخولك مجال السينما من بعد ان عرفك الجمهور كأعلامية مثابرة ؟
في البداية اقدم جزيل الشكر لمبادرة صحيفة "طريق الشعب "، التي اجلها واحترم كادرها العامل دائما في ظروف صعبة، وحول سؤالك، احاول هنا الاختصار بالقول ان قرار دخول معترك السينما والاخراج تحديدا لم يكن قرارا فجائيا. ان عشقي للسينما هو حلم قديم، وتجربتي الاعلامية، في التعامل مع الكاميرا قدمت لي الكثير، وحاولت الاستفادة من اقامتي في دولة السويد فدرست السينما والعمل الاعلامي اكاديميا، وتابعت الانتاج السينمائي العالمي وحاولت تثقيف نفسي سينمائيا بطرق عديدة، وثم توفرت لي فرصة العمل كممثلة رئيسة ومساعد مخرج مع المخرج العراقي قاسم حول في فيلم "المغني" عام 2009 ، وممثلة رئيسة في فيلم " صمت الراعي"مع المخرج رعد مشتت عام 2014 ، هذه الخبرة المتراكمة وخلال فترة حوالي عشر سنوات شجعتني على اتخاذ القرار بدخول تجربة الاخراج التي اعتبرها تحديا كبيرا في حياتي كأمراة.
وهل هذه انتقالة جديدة في حياة الاعلامية انعام، وهل ستتواصل مع العمل الاعلامي؟
ان نشاطي الاعلامي لن يتوقف، ولدي مشاريع اعلامية قادمة، ورغم وجود العديد من العروض السينمائية، وسماع الكثير من الاطراء، عن مستوى تمثيلي، فاني أود التأني في اختياراتي السينمائية ، واريدها ان تكون نوعية وتضيف لي شيئا في تجربتي السينمائية.
فيلم "شروق "، الروائي القصير، اقل من 18 دقيقة ، ماذا اراد ان يقول للمشاهدين؟
في كل تجاربي السينمائية ، كانت مشاركتي لها علاقة بهموم وتطلعات المرأة العراقية. وهذا ليس صدفة، ففي مجمل عملي الاعلامي كنت احرص على متابعة هموم وحياة المرأة العراقية ودورها في المجتمع، فاغتنت تجربتي ومعلوماتي . في فيلم "المغني " اديت دور زوجة المغني التي ترفض الذل. وفي "صمت الراعي" دور الأم التي تعاني كثيرا من الموروث الاجتماعي، من هنا فان فيلم "شروق" الذي يعالج هموم امراة عراقية خياطة ،كادحة ، مهمشة، ،جاء استمرارا لما مر، فهذه المرأة المعزولة، في مجتمع ذكوري، تتطلع الى حياة جديدة ، فيكون الحب هو وسيلتها ل?كتشاف ذاتها، وتستمر احداث الفلم لينتهي الى نهاية مؤثرة لصالح المرأة .
هل سعى الفيلم لتقديم هذه الافكار والرؤية عبر مقاربات رمزية او واقعية ؟
سعى الفيلم من خلال سرد حكاية بأسلوب واقعي لان يقدم رسائل عديدة، تحمل رموزها، فالابواب والاقفال وصدأ المرآة، والشبابيك المغلقة واشياء اخرى تعبر عن عزلة هذه المراة التي تعيش وحيدة مع صور اهلها الراحلين، وثم تغير ايقاع حياتها بوصول رسالة حب، فيتغير ايقاع يومها وحتى لون الخيوط وعلاقتها بالاشياء من حولها. الفيلم حاول بكل عناصره الفنية، من التمثيل والموسيقى التصويرية والاضاءة، ان يقدم رسالة عن اهمية الحب والحياة. وان المرأة ككائن بشري يجب أن تعيش حياتها السعيدة مثل غيرها خارج الجدران وبكل حرية . حاولت ان اجعل?كل امراة عراقية تجد شيئا من نفسها في هذا الفيلم .
وماذا يشكل فيلم "شروق " بالنسبة لك ؟
ــ هو ليس مجرد فيلم قصير . انه حلم يحمل اسمه. انه شروق جديد في حياتي . كأمراة حاولت ان اثبت لنفسي اني قادرة على التحدي وخوض غمار تجربة ربما يظنها كثيرون حكرا على الرجال . استطاع فيلم "شروق" ان يكسر ترددي وشيئاً من الخوف وربما الرعب من خوض تجربة الاخراج السينمائي ، رغم اني كنت اخرج غالبية برامجي الأعلامية بنفسي. ومهما كانت حظوظ فيلم " شروق "من النجاح فاني كأمرأة اعتقد انه نجاحي الكبير، اذ فعلت ما تحلم به نساء كثيرات ليشعرن ان لديهن قدرات فاعلة لا تقل عن الرجل في كل مجالات الحياة. فيلم "شروق" اعطاني الدروس لأني ما دمت صاحبة مبادىء فعلي ان اواصل طريقي لتجاوز العثرات المقصودة وغير المقصودة .
وكيف تجدين في الواقع حياة المرأة العراقية ، وامكانيات نيل حياة جديدة وافضل ؟
ــ أؤمن بشدة بأن المرأة اساسا هي من تتحمل العبء الاول للنهوض بقضيتها، فمجتمعنا الذكوري ، بكل ثقل الموروث الاجتماعي والقوانين البالية ، التي تعطل وتقيد مساهمة المرأة في بناء المجتمع ، لا يمكن ان ينهض بهذا وان تكاشف المرأة نفسها ، وتحاول اكتشاف ذاتها وان لا تستسلم للقيود لاجل تغيير الواقع .
ما هي امنياتك للمرأة العراقية وهي تعيش اجواء يوم المراة العالمي في الثامن من أذار؟
ان اول امنياتي للمراة العراقية ولعموم العراقيين هي الأمن والسلام والقضاء على العصابات الارهابية التي تدمر حياتنا وموروثنا الثقافي ، وللمرأة تحديدا اتمنى ان تواجه نفسها وذاتها لتعرف اهمية دورها في المجتمع، لاجل تغيير واقعها وان تكون عندها رؤية واضحة لحقوقها، وهذا يتطلب بناء ذاتها وان تكون واعية لتواجه الكثير من الضغوط حتى يمكن بناء حياة مدنية جديدة، وان تعمل ضد القوانين التي تعرقل حريتها ودورها في المجتمع وان تعمل بجد لاجل القوانين التي تخدم مساواتها بالرجل وتمنحها فضاءات اوسع بالعمل وان لا تسمح بتهميشها.
هل هناك مشاريع قادمة لم تعلني عنها وتخبري قراء "طريق الشعب" بها ؟
اقرأ نصوصا للكاتبة آمال كاشف الغطاء وفي صدد ان يكون لنا عمل سينمائي مشترك، ويمكن لطريق الشعب ان تعلن ذلك لقرائها فلاول مرة اتحدث عن هذا الامر .
لك منا الشكر والتحية مع اجمل الامنيات .
الشكر لك ولطريق الشعب وقرائها خصوصا من النساء ، اجمل التحيات وباقة ورد معطرة بالمحبة بمناسبة الثامن من آذار.
فيلم شروق
روائي قصير . 18 دقيقة .
اخراج : انعام عبد المجيد
سيناريو ومساعد المخرج : سمر قحطان
تمثيل : انعام عبد المجيد ، سمر قحطان ، رؤى خالد ، ذو الفقار خضر، علاء قحطان وغيرهم إضافة الى الطفل يوسف مكي .
أدارة تصوير وتصوير : عمار جمال
ادارة انتاج : أياد حامد
موسيقى تصويرية : دريد الخفاجي