عن جهود بلدان "بريكس" لإقامة نظام عالمي

طريق الشعب
عقدت رابطة الأنصار الشيوعيين في بغداد، أخيرا، ندوة حوارية حول "جهود بلدان "بريكس" في سبيل إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب، بديل عن القطب الدولي الواحد".
عقدت الندوة على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس التي غصت بجمهور نوعي، وأدارها الإعلامي النصير عبد الحسين الساعدي، وقد تحدث فيها سكرتير الرابطة د. عودت ناجي الحمداني مشيرا إلى انه بسبب استفراد الامبريالية الامريكية في العالم، ومحاولتها في الهيمنة على مقدراته وفرض سياساتها الرأسمالية عليه، اصبح العالم امام خيارات صعبة.
وتابع قائلا: "في سبيل تحقيق اهدافها ومصالحها الاستراتيجية، تعمل الامبريالية الامريكية على اشعال بؤر التوتر في العالم، واثارة النزاعات الطائفية وزرع العصابات الارهابية كداعش والقاعدة في عدد من البلدان، ومن بينها العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن وغير ذلك من الدول الاخرى".
وتناول د. الحمداني دور دول "بريكس" (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) في الساحة الدولية، مبينا ان هذه الدول أعلنت في قمة زعمائها التي عقدت في روسيا عام 2009، مجموعة من المبادئ بهدف كسر هيمنة القطب الدولي الحادي، واقامة نظام عالمي متعدد الاقطاب في سبيل التوازن الدولي المفقود، وارساء العدالة والمساواة في العلاقات الدولية.
ولخص د. الحمداني مستلزمات نجاح بلدان "بريكس" في تحقيق هدفها المنشود في عوامل كثيرة، اهمها ضخامة الاحتياطات النقدية التي تقدر بنحو 6 تريليونات دولار و 5090 طنا من الذهب وآلاف الاطنان من البلاتين. "فبلدان (بريكس) تحتل الصدارة الدولية في الكثير من الموارد المعدنية.. ومن حيث المساحة فإنها تشكل 30 في المائة من الكرة الأرضية، وبذلك تتوفر لهذه البلدان إمكانية أكبر في الحصول على الموارد الطبيعية التي تحتاجها التنمية الاقتصادية".
واوضح د. الحمداني انه "بالاضافة الى القوة الاقتصادية والبشرية الكامنة والفاعلة في بلدان "بريكس" فإن ثلاثة من تلك البلدان، وهي: روسيا والصين والهند، نووية، واثنين منهما: روسيا والصين، من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ما يوفر إمكانية كبيرة لهذه البلدان في المحافظة على السلم العالمي"، لافتا إلى ان ظهور دول "بريكس" على الساحة الدولية كتجمع اقتصادي دولي يتميز بأضخم الاقتصاديات الصناعية الصاعدة، يأتي في الوقت الذي تعاني فيه البلدان الرأسمالية الغربية ازمة اقتصادية ومالية واخلاقية طاحنة. كما تطرق د. الحمداني الى العلاقة بين بلدان "بريكس" والبلدان الاخرى، مؤكدا ان "ما يشجع انضمام البلدان الاخرى الى بلدان بريكس هو ان الأخيرة بالاضافة الى كونها تضم اضخم الاقتصاديات الصاعدة في التطور والنمو، أنشأت بنك التنمية الجديد او ما يعرف بـ "بنك بريكس" برأسمال قدره 150 مليار دولار. كما أنشأت صندوق الاحتياطات النقدية برأسمال قدره 100 مليار دولار، ومن المقر ان يبدأ العمل في منح القروض في نيسان 2016". وانتهى د. الحمداني إلى ان الهدف الاساسي من إنشاء "بنك بريكس" هو ان يكون البنك مؤسسة مالية دولية موازية لصندوق النقد الدولي وهدفه الرئيس مساعدة البلدان الفقيرة، مشيرا إلى ان غالبية المحليين يتوقعون ان "بنك بريكس" سيكون قوة مالية قادرة على مواجهة الاحتكار الامريكي للاقتصاد العالمي.