الحفل التأبيني الاستذكاري للرفيق الراحل أبو سعد "عزيز سباهي خلف"

طريق الشعب
أقيم في مقر الجمعية المندائية في ستوكهولم حفل تأبيني كبيراً للرفيق الفقيد عزيز سباهي، يوم 19 آذار 2016 حضره الرفيق الدكتور صالح ياسر، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ووفد من سفارة جمهورية العراق، وأخ الرفيق الراحل، المهندس عبد الإله سباهي وزوجته كوثر الشيخ، وجمع غفير من أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم.
حيّا عريفا الحفل (السيدة ثناء السام.. والاستاذ صلاح جبار عوفي) الحضور، وأفتتح الحفل بدقيقة صمت حداداً على روح فقيد الثقافة العراقية والحزب، والحركة الوطنية والديمقراطية العراقية، وفقيد طائفته المناضل الوطني والمفكر والباحث والمعلم والفنان الخالد (عزيز سباهي)، وكان الجزء الأول من الأمسية الذي أستقبل خلاله أخ الفقيد المهندس (عبد الاله سباهي وزوجته كوثر الشيخ).
وبعد دقيقة الصمت، قرأ الأستاذ فاضل ناهي رئيس الهيئة الادارية للجمعية كلمة الجمعية المندائية في ستوكهولم، التي أشاد بها بالفقيد الراحل، ودوره في اغناء الثقافة الوطنية، واهتماماته المتعددة بالتأريخ والتراث والدين والسياسة والاقتصاد ولم ينس طائفته، ولم يبخل بجهدٍ لتدوين وتوثيق حقب من تأريخها، وتأثيرها على الساحة الوطنية.
تلا بعدها عريف الحفل رسالة السيد رئيس الجمهورية العراقية (فؤاد معصوم) التي خص بها عائلة الفقيد مشيراً فيها الى مسيرته الطويلة الزاخرة بالانجازات القيمة على الصعيدين الفكري والسياسي، وترجماته للعديد من الكتب والدراسات.
ثم قرأ برقية الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقي في السويد، فبرقية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي التي نشرت في طريق الشعب، ألقى بعدها الرفيق كفاح محمد الذهبي كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويـد، حيث جاء فيها (نحتفي وإياكم بشخصية مناضلة، عرفته سوح النضال، أفنى شبابه من أجل قضايا الشعب ودفاعاً عن الكادحين، التحق بصفوف الحزب في سن مبكرة وأعتقل في 1948 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات، والابعاد عشر سنوات غيرها، وتحمل صنوف الاضطهاد، والقمع الوحشي، غادر الوطن في عام 1978 بدأت عذابات المهجر والغربة. كان ينشر كتاباته باسم نصير الكاظمي، عمل الرفيق عضواً في اللجنة الاقتصادية المركزية للحزب خلال السنوات 1974-1978 وفي السنوات الاخيرة من القرن الماضي عمل في قيادة تنظيم الخارج، كما كان عضو في هيئة تحرير الثقافة الجديدة لسنوات عدة، وفي لجنة العمل الايديولوجي، كما عرف بكونه خطاط وفنان وذو مواهب متعددة.
وعرض بعدها فلم وثائقي جميل جسد بعض المحطات التي مر بها الفقيد الراحل في حياته الزاخرة بالعطاء والنضال، أعده وأخرجه الفنان المهندس (عدي حزام عيال) كان محط إعجاب الحضور لدقة المعلومات المستقاة من ابن الفقيد المهندس "زياد سباهي".
وكان لمجلة (الثقافة الجديدة)، مشاركة خاصة، باستذكارعضو هيئة تحريرها لعدة سنوات، حيث ألقى الرفيق الدكتور صالح ياسر رئيس تحرير المجلة كلمة استذكر فيها رحيل قامتين في بدء عام 2016 وهما عميد الصحافة العراقية ومؤرخها الدكتور فائق بطي (أبو رافد) التحق به قبل أن يوارى الثرى رفيقه عزيز سباهي.. الذي رحل في مغتربه الأخير كندا بعد ما يربوا على سبعين عاماً من النضال في اللجنة المركزية، وعضو قيادة تنظيم الخارج، وفي لجنة العمل الايديولوجي، بالاضافة الى عضوية هيئة تحرير (الثقافة الجديدة)، لسنوات طويلة. لم تثنه سنوات السجن الطويلة ولا قسوة التعذيب ووحشيته، ولا الغربة والاختفاء، من مواصلة البحث من أجل اكتشاف معارف جديدة، ولم ينقطع عن التأليف والترجمة، ثم أشار الى عدد من مؤلفاته مثل عقود من تأريخ الحزب الشيوعي والحزب الشيوعي والمسألة الزراعية، ومساهمة في كتابة تأريخ الحركة العمالية في العراق، كما أشار الى بعض ترجماته مثل "الكومنترون والشرق"، "مستقبل الرأسمالية"، "في الفلسفة الماركسية"، "المزارع التعاونية في الهند"... الخ ).
بعدها ألقى الدكتور صلاح السام، طبيب الأسنان المتقاعد قصيدة بعنوان (يادار أهلي) برثاء الراحل ، استهل قراءته لها بأبيات من الشعر الشعبي كان مطلعها..
يَبو سعود الوطن يرثيك عزيز الأهل يسباهي
أرشيف الحزب بو سعود حزبك بيك متباهي
بعدها طالع المهندس سلام غريب رئيس جمعية زيـــوا المندائية كلمة بحق الراحل، تطرق فيها الى اهتمامات الفقيد الفنية، وبراعته بالخط العربي، والرسم والنحت والصياغة والتخريم، بالاضافة الى المسرح..
ارتجل بعدها الدكتور عقيل الناصري كلمة استذكار سريعة حيث أنه لبضعة سنوات التقى خلالها بالعمل مع الراحل، في الجزائر وفي لبنان، وأشار الى دوره في تخليصه من حادث خطير، (لولا منعه أبو سعد من الذهاب الى المكان الذي كان ينوي الذهاب اليه لكان في عداد الموتى الآن، بسبب زلزال هد البناية التي كان ينوي الذهاب اليها حينذاك في الجزائر وفي مدينة الاصنام التي تعرضت لزلزال مدمر.)
بينما خصنا الشاعر الأستاذ سعدي جبار مكلف المقيم في استراليا بقصيدة شعبية، ألقاها عريف الحفل (صلاح جبار عوفي) ..بعنوان (عزيز لم يمت)
ومطلعها :-
ما أرثي عزيز، الموت يخسه الموت
منهو الجفنه ومنهو الحمل تابوت
ورد جوري..شموع وياس زفتنا
عرس مدلول ومدلل...
.............
ثم قرأ الأستاذ فوزي صبار ملخصاً بايجاز شديد لأهم الأهداف التي توخاها الباحث في كتابه (اصول الصابئة المندائيين)، التي اعتبرها واحداً من أهم الكتب التي صدرت عن المندائية.
بينما عرض الأستاذ عدي تسجيلاً فيديوياً كان أرسله الاستاذ المهندس فهيم السليم لقصيدة رثاء جميلة بعثها لنا مسجلة بصوته من استراليا.
ثم تحدث المهندس والفنان والكاتب (عبد الاله سباهي) شقيق الفقيد الذي قاسمه الفقر والمعانات والاضطهاد والملاحقات، حيث ارتجل حديثه الذي نعى ببدايته، صديقه ورفيق دربه ونضاله، وأخوه وأبوه ونديمه.. مستذكراً قساوة ووعورة دربه ورحلاته بين السجون والزنازين، والابعاد والنفي والتعذيب النفسي والجسدي، له ولأهله ولوالدته، وعن ولادته التي كانت في قلعة صالح في العمارة، وعن دوره المهم في أسرته، وبيته.
وتوجه الى كادر الجمعية المندائية في ستوكهولم بعميق شكره وامتنانه للجهود الكبيرة المبذولة في الاعداد للمناسبة، مثلما توجه كذلك الى جمهور الحضور.
وكان لولده زياد حديث مؤثر عبر كلمة قرأها نيابة عنه المهندس (يحيى الشيخ فرج).
وأختتمت السيدة ثناء الاحتفالية بكلمة جميلة قالت فيها:-
هنيئا لك فقيدنا الراحل عزيز سباهي بهذا التأريخ المشرف، الذي لا يمكن اختصاره بساعتين، فهو تأريخ حافل طويل ازدحم بالعديد من المنجزات النضالية والفكرية والثقافية والفنية والاجتماعية، والترجمة وحتى المندائية...الخ
شكرت بعدها جمهور الحضور الكريم وتمنت لهم أوقات سعيدة، واستمرت الاحتفالية التي تضمن النشاط الثاني فيها تكريماً من طائفة الصابئة المندائيين، للرعيل الأول من المربين (المعلمين والمدرسين) ممن تجاوزوا سن الثمانين.