وسائل الإعلام ومسؤوليتها الاجتماعية

نبراس أحمد
عقدت النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، السبت الماضي، ندوة بعنوان "المسؤولية الاجتماعية لوسائل الاعلام في تغطية اخبار المعارك ضد داعش"، تحدث فيها التدريسي في كلية الإعلام د. حمدان السالم، وحضرها جمع من الإعلاميين.
استهل د. السالم الندوة بالحديث عن مفهوم المسؤولية الاجتماعية في الإعلام، وعن تقرير لجنة حرية الصحافة الامريكية الصادر عام 1947، "الذي نبه الى التجاوزات التي تحدث في الاعلام، وحجم الضرر الذي تحدثه في المجتمع"، مبينا ان التقرير صار منطلقا لنظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة، وموضحا ان المسؤولية الاعلامية تدرك من خلال ثلاثة مستويات، وهي: القيام بالوظائف، معرفة المبادئ التي ترشد وسائل الاعلام، ومعرفة انواع السلوك الواجب مراعاته لتحقيق هذه المبادئ.
وتطرق د. السالم إلى مسؤولية الإعلامي تجاه المجتمع، وكيفية نقل اخباره الى الجماهير، وكذلك مسؤوليته تجاه نفسه "من خلال أدائه رسالته الإعلامية التي يجب ان تتسم بالدقة والأمانة والصدق والموضوعية"، مشيرا الى ان "وسائل الاعلام في وقتنا الحاضر تشيع فيها صفة الكذب، حيث تتناقل وتروج للعديد من القصص التي لا صحة لها".
ولفت د. سالم إلى ان هناك وسائل اعلام تقوم بقلب الحقائق على بعض المعلومات الصحيحة، وتوردها بسياق مختلف عن الذي وردت به، كذلك انها تضفي صبغة على أي حدث من منطلق معارض او مؤيد وتخفي الجانب السياسي فيه، وتستخدم الصور الذهنية الموجودة لدى الناس، وتستبدل الأسماء والمصطلحات لصالح سياستها.
وأوضح د. السالم ان وسائل الاعلام في الوقت الحاضر تقوم بنقل الخبر بصيغة التهويل والتشكيك، وهي تثير الفزع بين الناس، وتمارس التضليل الاعلامي من اجل تحقيق هدف ما، متابعا قوله ان "وسائل الاعلام عندما تتخلى عن مسؤوليتها الاجتماعية وتبتعد عن الموضوعية، تخلق حالة اغتراب لدى قطاعات المجتمع، لاسيما المثقفون، نتيجة تدهور مصداقيتها".