شيوعيو الشطرة يفتحون كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم"

علي جابر
أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، أخيرا، جلسة ثقافية جرى فيها الحديث عن كتاب "الاغتيال الاقتصادي للأمم"، لمؤلفه الخبير الاقتصادي الأمريكي جون بركنز.
حضر الأمسية جمع من المثقفين والأدباء والفنانين والناشطين المدنيين، وأدارها الرفيق علي جابر. بينما قدم فيها قراءة عن الكتاب الكاتب خليل مزهر الغالبي، الذي أشار إلى ان الكتاب عبارة عن مذكرات دونها قرصان اقتصادي دولي، وتحدث فيها عن تجربته في هذه الوظيفة.
وأضاف قائلا: "ان بركنز يوضح في كتابه انه بينما لجأت القوى البريطانية والفرنسية قديما إلى الاحتلال العسكري، نهجت الولايات المتحدة نهجا مختلفا تماما عرف بـ "سياسة الاحتواء الاقتصادي"، والتي تتلخص في استخدام المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي، في تقديم مساعدات اقتصادية وقروض إعمار لدول العالم الثالث، مقابل أن تقوم الشركات الأمريكية بتنفيذ المشروعات الكبرى في الدول المستدينة، مثل محطات الطاقة والمطارات والطرق والجسور وشبكات الاتصالات"، متابعا قوله: "ان فوائد القروض التي يمنحها البنك الدولي، أكبر من قدرة الدول المستدينة على السداد، حتى تتراكم تلك الفوائد وتعجز الدول عن تسديدها".
ولفت الغالبي إلى ان الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن تعجز الدول عن تسديد قروضها وفوائدها، تتدخل لمساعدتها، مقابل إنشاء قواعد عسكرية على أراضيها، أو تمرير قرارات معينة في مجلس الأمن، أو القيام باصلاحات اقتصادية داخلية معينة، مثل خصخصة القطاع العام، أو فرض الضريبة العقارية، مبينا انه "بذلك يكون البنك الدولي قد فاز بفوائد القرض، والشركات جنت أموال عقود الأعمار، والولايات المتحدة الأمريكية سيطرت سياسيا على الدولة المستدينة، ولا يوجد خاسر في هذه اللعبة سوى المستدين".
وأشار الغالبي إلى ان بركنز ذكر في كتابه، ان أهمية العراق لا تقتصر على البترول، "فهناك المياه والواجهة البحرية والموقع الاستراتيجي والسوق الواسعة لبيع التكنولوجيا الأمريكية"، مضيفا وبحسب الكتاب: "بات واضحا منذ عام 1989، للنخبة الأمريكية التي ساندت صدام حسين في حربه ضد إيران، إنه لن يسير في السيناريو الاقتصادي المرسوم له، ومن ثم يجب أن يتلقى العقاب القاسي ليكون عبرة لجيرانه".
وبيّن الغالبي ان الكتاب تضمن أمثلة عن السياسة الأمريكية في البلدان، معززة بالوثائق والمقابلات والسجلات المنشورة حديثا، وانه كشف النقاب عما يجري في الخفاء لإخضاع الدول والشعوب.
هذا وشارك عدد من الحاضرين بتقديم المداخلات وطرح الأسئلة.