يوسف الناصر يستحضر عبر الألوان الذاكرة العراقية وآلام العنف

عبد جعفر


حبر، وأرواح، وأشياء أخرى، عنوان المعرض الذي أقامه الفنان يوسف الناصر في منطقة أيلينغ غرب لندن، أستحضر عبر ألوان اللوحات وخطوطها وصخب حركتها، ذاكرة المنفي لواقع لم يعد موجودا. فالإفتراض كما يقول الناصر أن ذاكرة المنفي تضعف بمرور الزمن، ولكن الحقيقة تؤكد هي أن ذاكرته تبقى حية بينما الوطن(الأمكنة) قد أختفى.
ولهذا يحاول الناصر التعبير باللون عن محنة الإنسان في خداع ذاكرته، نفسه، عبر التذكر الإبداعي أن صح التعبير. فهناك النخلة، والشارع، وملاعب الطفولة متداخلة مع بعضها كالحلم، في ألوان هادئة تتوسل التأمل والغور في الماضي السحيق.
وتستحضر أعمال أخرى في المعرض موضوعة العنف وإنسحاق إنسانها تحته، في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا بالعراق. فدورة العنف لم تنته ولن تنتهي، مادام (الشيطان) كما يعتقد (كهنة) الإرهاب قائما في الجسد، حيث يعمدون الى تعذيب الضحية كي يخرجوه. فالرأس المتمرد واللسان الهادر بالحق عقابهما القطع. ولكن شيطان التمرد ينتقل لائذا من جسد الى أخر وآلة التعذيب مستمرة بعملها.
وعمل الفنان الناصر على تبسيط رؤيته عن العنف بالخطوط البسيطة ناقلا وجع الضحايا وصراخهم حتى نكاد نتلمس أيديهم الممدودة إلينا من أجل مواساتهم.
المعرض عكس الحلم والعنف بثيمات إعمال، أشتغل عليها طويلا منذ خروجه من الوطن، وهو الهم العراقي الذي ينتقل معه أينما ذهب في منافي وبلدان الإغتراب كعلامة لفنان ظل مرتبطا عضويا بقضايا شعبه ومحنة وطنه.