بمناسبة عيد المعلم ..معلم في مدرسة البنات !!! / د. مؤيد عبد الستار

بعد ثورة الرابع عشرمن تموز المجيدة ، كثرت المدارس وانتقلت الكثير من الطالبات الى المدارس المتوسطة والثانوية ... فيما كن في العهد الملكي اغلبهن يجلسن في البيوت بعد اكمال المدرسة الابتدائية، على اساس انهن اصبحن في سن الزواج .
كنا في مدينة الكوت ، ولم تكن في المدينة معلمات لمادة الرياضيات تكفي لسد الشواغر ، فاقترحت مديرة الثانوية في مدينة الكوت الاستعانة بمعلم - رجل - ليدرس الطالبات ، وبعد البحث عن الشخص المناسب ومن شروطه ان يكون متزوجا ومعروفا في المدينة بحسن السيرة والسلوك ، وقع الاختيار على والدي عبد الستار كاظم ليدرس مادة الرياضيات في الثانوية ، ولكن ما ان باشر بالعمل اضافة الى ادارته مدرسة النجاح ، برزت عدة مشاكل ، منها مثلا : اين سيجلس في استراحات الفراغ ؟ هل يجلس في غرفة المعلمات ؟ وهذه مشكلة كبيرة ، أم يجلس في غرفة المديرة ، وهذه مشكلة اكبر ، ام سيخرج خارج المدرسة ويعود الى الدرس التالي في موعد الدرس ، والمشكلة الاكبر كانت عند دخوله الى صف الطالبات لاول مرة ... هل سيجلسن بالعباءة باعتباره غريبا عنهن ؟ ام يجلسن بدون عباءة ..؟
والمشكلة الاكبر كانت في الامتحان / اذا غشت احدى الطالبات فمن يستطيع تفتيشها ان اخفت الاوراق في ملابسها ؟ وهل ستراقب معه في الصف معلمة اخرى ... مشاكل كان على والدي تذليلها حتى تتعلم الطالبات الرياضيات ريثما تتدبر المدرسة معلمة لهذا الدرس الصعب .. تحية لذكرى والدي الراحل بهذه المناسبة وتحية لجيل المعلمين الاباء الذين علمونا باخلاص وصدق.
ملاحظة : صورة المعلم عبد الستار كاظم يلقي كلمة في المؤتمر التاسيسي لنقابة المعلمين عام 1959 في شقلاوة .