الملتقى الإعلامي الأول .. مناقشة جادة لموضوعات أساسية وهامة!

بدعوة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، عُقد في مدينة غوتنبيرغ السويدية، الملتقى الإعلامي الأول، للفترة بين 14_16 نيسان 2017 ، شارك فيه عدد من الرفيقات والرفاق والأصدقاء.
إفتتح الرفيق شاكر عبد، من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، أعمال الملتقى، عصر يوم الجمعة 14 نيسان، مرحباً بالمساهمين، ومؤملاً لأعمال الملتقى النجاح، والخروج بنتائج مثمرة، تخدم عمل الحزب الإعلامي اللاحق، خصوصاً في ظل تحديات كبرى ومهام جسيمة، تواجه حزبنا وشعبنا. ثم القى الرفيق طالب شناوة كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، والتي جاء فيها( تأتي اهمية انعقاد ملتقانا هذا من اهمية دور الاعلام وتطوره بعد اغتنائه بمحتوى جديد اثر دخول الاعلام الرقمي الى جانب وسائل الاعلام التقليدية وتأثرها به، كما يأتي انعقاده بعد نجاح أعمال المؤتمر العاشر لحزبنا والذي أولى أهمية خاصة واستثنائية للاعلام ووسائل الاتصال الحديثة والتي تلعب دوراً رئيساً وحاسماً في تعبئة الجماهير ونشر الوعي باتجاه تجميع القوى المدنية نحو تحقيق شعاره في التغيير والدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية والعدالة الاجتماعية). بعدها بدأت الجلسة الأولى للملتقى، وفيها تمت في البداية، عملية التعارف بين الحاضرين، حيث قدم كل مساهم نفسه واختصاصه، والمنظمة التي قدم منها، ثم عرض الرفيق شاكر عبد جابر، تجربة مواقع الحزب الألكترونية، والتطور الذي طرأ عليها خلال السنوات الأخيرة، شكلاً ومضموناً، ثم أجاب الرفيق على إستفسارات الحاضرين وملاحظاتهم، بعدها كانت الإستراحة.
الجلسة الثانية ومحورها (الحزب والإعلام)، والتي أدارها الرفيق عبد المطلب عبد الواحد، بدأت بمداخلة للرفيق داود أمين تحت عنوان (ملاحظات حول العمل الإعلامي للحزب) وفيها اشار الرفيق لوجود ثلاثة تأثيرات للإعلام، هي أولاً تغيير معلومات المتلقي، وثانياً تغيير في إتجاهات المتلقي، وثالثاً تغيير في السلوك العلني أو الظاهر للمتلقي، ويتم ذلك من خلال أربعة عناصر هي: المصدر (المرسل)، والرسالة، والوسيلة، والمستقبِل (المتلقي)، ثم بحث الرفيق تفصيلياً في هذه العناصر الأربعة، مضيفاً لها عنصرين إضافيين هما (رجع الصدى) و(التأثير)، وبعد إستعراض الرفيق لأهم وأبرز النظريات الإعلامية، يصل لإستنتاج (أن التأثير هو الهدف النهائي الذي يسعى إليه المُرسِل، وهو النتيجة التي يسعى إليها القائم بالإتصال، وتتم عملية التأثير على خطوتين، الأولى تغيير التفكير، والثانية هي تغيير السلوك، وهذه القضية مرتبطة ب(رجع الصدى)، إذ لا يمكن قياس مدى تأثير إعلامنا وفاعليته، دون معرفتنا برجع الصدى من الجمهور لإعلامنا، وهذا يتطلب إجراء إستفتاءات دورية منتظمة، لمتابعي وسائل إعلامنا، ومعرفة آرائهم الإيجابية والسلبية به، ومقترحاتهم لتطويره وتعديله، وهو أمر ليس صعباً ولا مستحيلا). وبعد إستفسارات المشاركين للرفيق وإجابته عليها، قدم الرفيق سامي سلطان مداخلته، وكانت بعنوان (الإعلام والحزب)، وفيها طرح الرفيق جملة أسئلة ومقترحات ومن بينها: هل أن الإعلام يقع في صُلب أولويات الحزب؟ وكيف يتعامل الحزب مع الإعلام؟ ومدى إستفادته من الطاقات الإعلامية المتوفرة في صفوفه؟ وإقترح أن يشجع الحزب رفاقنا من الطلبة، للدخول لكلية الإعلام. وقد توصل الرفيق لرأي مفاده أن (لابد من إعتبار مفردة الحزب ملازمة لمفردة الإعلام، إنطلاقاً من مفهوم، أن اي حزب سيبقى معزولاً، لا بل متأخراً، ما لم يكن له حضور ملموس في الإعلام، وفي جميع مفاصله المعروفة للجميع (المسموعة والمقروءة والرقمية)، وعدم إعتبار الضائقة المالية سبباً في التراجع للوراء. وبعد إستفسارات المشاركين والإجابة عليها، إنتهت أعمال اليوم الأول للملتقى بعشاء وسهرة ممتعة.
يوم السبت هو اليوم الثاني للملتقى الإعلامي، إذ بعد إنتهاء الفطور الجماعي للمشاركين، بدأت اولى المساهمات بمداخلة للرفيق رضا طالبي من منظمة التأهيل العمالي (ABF) السويدية، وعنوانها (الإعلام وتطور المنظمات) قدم فيها عرضاً مهماً لمسألة ادامة المنظمات من خلال دراسة تطورها والمعوقات التي ترافق التطور، وقد رافق المداخلة عرض تفصيلي عبر شاشة كبيرة، وأسئلة من الحضور أجاب عليها السيد الضيف.
بعدها كان دور الرفيق عبد الرضا المادح، والذي قدم مداخلة عنوانها (السلطة ما بعد الرابعة) مستعرضاً فيها التطور التكنولوجي الهائل، الذي حدث في القرن العشرين، فالسلطة الرابعة لم تبق على أشكالها الجامدة، بظهور الكومبيوتر والأنترنيت ومشتقاتهما، بحيث أصبح بمقدور أي مواطن أن يصبح مراسلاً ميدانياً، لنقل الأحداث بالصورة والصوت، إلى الفضائيات، أو النشر على اليوتوب والفيسبوك وغيرها، لتصل المعلومة للملايين خلال رمشة عين ! وهذا ما يقصده ب(السلطة ما بعد الرابعة)! وأكد الرفيق في مداخلته، إلى الحاجة للشباب الذين يمكنهم تقديم خدمات كبيرة للحزب، ولا يُشترط زجهم في هيئات حزبية تقليدية. كما إقترح إرسال وفاق شباب للدراسة الأكاديمية، في مجال علوم الكومبيوتر والفضائيات.
بعد ذلك كانت مساهمة الرفيق كمال يلدو، عبر السكايب، وفيها أكد الرفيق على ضرورة ملاحقة الأخبار والفديوات، التي ترد من العراق، ذات المغزى السياسي والإعلامي، وإعادة نشرها في اليوتوب والفيسبوك، كما إقترح تكوين نواة إعلامية جديدة، قناة تلفزيون على اليوتوب، وتضع هذه النواة، برنامجا ثقافيا سياسيا ممكن التحقيق، والإستفادة من فعاليات منظمات الحزب في الخارج، وإعادة تدويرها بذات الوسائل. بعد مداخلة الرفيق كمال يلدو، كانت إستراحة الغداء.
الجلسة الثالثة، والتي أدارها الرفيق مزهر بن مدلول، كانت بعنوان (المطبوع الورقي في ظل تطور تكنلوجيا المعلومات)، وكانت المداخلة الأولى للرفيق طالب عبد الأمير وعنوانها (تقنية المعلومات والإتصالات وأثرها على العمل الإعلامي) وهي مادة أكاديمية ونظرية هامة، تناولت مراحل تطور تقنية المعلومات والإتصالات منذ ظهور الكتابة، ثم الطباعة حتى الأقمار الصناعية.
بعده كانت مداخلة الرفيق محمد الكحط وعنوانها (تأثير الصحافة الألكترونية على مستقبل الصحف الورقية)، وفيها اشار الى تعريف الصحافة الألكترونية، ومتى وكيف ظهرت؟ وأنواع الصحف الألكترونية ومشاكلها وميزاتها، والفروق بينها وبين الصحافة الورقية، مؤكداً على أن الصحافة الألكترونية جذابة، فهناك إمكانية لتضمين الخبر بصور عديدة، أو مقاطع صوتية، أو لقطات فديو مصورة، فتكون التغطية أكثر تفاعلية وتعايشاً مع الحدث. بعد المداخلة والحوار الذي دار حولها كانت الإستراحة.
الجلسة الرابعة ومحورها (الإعلام والسياسة) أدارها الكاتب طالب عبد الأمير، وكانت أولى موادها مداخلة للرفيق محمد المنصور بعنوان (الصورة الصحفية تأريخاً.. تقنية .. وثقافة)، وهي دراسة أكاديمية هامة، فالصورة، كما يؤكد الرفيق محمد، رسالة ووسيلة في آن واحد، يفهمها الجميع كونها لغة عالمية، وهي مادة أساسية من مواد الصحافة الحديثة، وعنصراً إعلامياً وظيفياً، فهي تخطت وظيفتها الجمالية، لتعبر عن الأحداث والأخبار والآراء والأفكار .
بعده كانت مداخلة الرفيق عبد المطلب عبد الواحد، وهي بعنوان (الإعلام والسياسة) وفيها أشار الرفيق لتعقيدات الوضع السياسي الشائك في العراق، حيث يتم وضع الكثير من الخطوط الحمراء، على خطابنا السياسي، وينعكس ذلك على سياستنا الإعلامية، مؤكدا عاى اهمية تحرير ذهنية الفئات الشعبية، من أعباء الفكر الظلامي، عبر عملية متراكمة ومدروسة ومتواصلة.
ثم قدم الرفيق محمد المنصور مداخلة ثانية بعنوان (فن الكاركتير الصحفي)، وهي مداخلة اكاديمية ممتازة، تناول فيها تأريخ الكاركتير، وتعريفه وإتجاهاته المعاصرة، كما تحدث عن الفنان الفقيد (مؤيد نعمة)، وحلل بعضاً من رسومه الكاركتيرية، ثم توصل الكاتب في نهاية مداخلته، إلى أن فن الكاركتير هو فن شامل لكل الفنون، وهو فن المستقبل، والتعاطي مع المشاعر، والترميز بالمعاني والمبالغة.
بعدها قدم الرفيق داود أمين عرضاً مناسباً لعمل ونشاط مكتب إعلام الخارج، ومم يتكون، وماهي مساهماته خلال السنوات العديدة منذ تكوينه، خصوصاً في مجال إعداد الملفات الصحفية المختلفة، والتي تشمل جميع المناسبات الحزبية والوطنية والأممية، ثم جرت حوارات تناولت العمل في الخارج وسبل الارتقاء به الى مستويات افضل.
وفي اليوم الأخير كان محور مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أدارها الرفاق سامي سلطان وعاكف سرحان، وتناولت مساهمات من الحضور بخصوص مواقع التواصل الاجماعي التابعة للحزب وطرق تطويرها، وقدم الحضور العديد من الملاحظات بهذا الخصوص، ركزت على مهمة الترويج للمواقع واشراك اعضاء الحزب في ذلك.
هذا و وردت للملتقى رسائل تحية من هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة وقُرأت في بداية الملتقى، وكان لها اثر طيب وايجابي على الحضور، ومن رفاق اخرين لم يتسن  لهم حضور الملتقى.