وداعاً رفيقنا جبار الشباني (ابو سامر).. وداعاً أيها الشيوعي النبيل

نبيل عبد الأمير الربيعي
في هذه الأيام الصعبة تودع الديوانية أبناءً قارعوا الطاغوت حقبة الثمانينات والتسعينات، بالأمس رحل عنا الأخ والصديق والرفيق الذي عملت معه في تنظيمات محلية الديوانية للحزب الشيوعي العراقي منذ عام ١٩٧٦ حتى مغادرته العراق، «ابو سامر» الشخصية الوطنية وصاحب الخلق العالي، دامت علاقتي به أكثر من خمسين عاما.. وداعا لك أيها الرفيق الحبيب.. رفيقنا جبارالشباني.
السيرة الذاتية لرفيقنا الراحل
ولد الرفيق جبار عليوي لفته الشباني في مدينة الدغارة التابعة لمدينة الديوانية عام 1954م, أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها, غادر العراق مضطراً أواخر عام 1976م، هربا من جلاوزة النظام البعثي.
درسَ في جامعة أثينا الوطنية عام 1976- 1977م سنة تحضيرية لدراسة الإخراج السينمائي، وبسبب رفض السلطات اليونانية منحه الإقامة لغرض الدراسة، ترك مقعد الدراسة وعمل في المصانع والمزارع اليونانية في ظروف بالغة الصعوبة.
تعرّض وبعض زملائه إلى الاعتقال من قبل الشرطة اليونانية، وبعد إطلاق سراحه، بقى متخفيا عن أنظار الشرطة اليونانية، ثم حصل على مقعد للدراسة في جامعة لورند أوتفوس الهنغارية على حساب الحزب الاشتراكي المجري عام 1977م، حيث درس في كلية الآداب قسم تاريخ الفن في العاصمة المجرية بودابست.
عام 1984م، حصل على شهادة الماجستير في تاريخ الفن وكانت أطروحته عن التراث والمعاصرة في الفن التشكيلي العراقي، جواد سليم نموذجاً، ثم تم ترشيحه لدراسة الدكتوراه من قبل الجامعة، لكنه توجه في نفس العام إلى كردستان للالتحاق بفصائل الأنصار البشمرگة.
ولظروف قاهرة عاد من كردستان العراق إلى سوريا، ثم توجه إلى جمهورية اليمن الديمقراطية, وهناك عمل مدرساً في معاهد اليمن في عدن وأبين للفترة من عام 1985 -1998م، وكتب العديد من المقالات في مجال تخصصه والمواضيع الأدبية في الصحف اليمنية, منها صحيفة الثوري الناطقة بلسان الحزب الاشتراكي اليمني, وجريدة 14 أكتوبر الرسمية ومجلات أخرى, مجلة المسار الشهرية والتي كان رئيس تحريرها الشاعر العراقي سعدي يوسف, ومجلة الإذاعة والتلفزيون.
أثناء تواجده في اليمن أصدر جبار الشباني الدوريات التالية :
1- مجلة التشكيلي - التابعة لفرع وزارة الثقافة في محافظة أبين.
2- نشرة ألوان التابعة لمعهد إعداد المعلمين والمعلمات.
3- وقبل ذلك كتب ثلاث دراسات في مجال تخصصه في مجلة التشكيلي التابعة لوزارة الثقافة السورية.
في صيف عام 1989م سافر إلى هنغاريا وهناك حصل على موافقة الجامعة بإكمال دراسة الدكتوراه, وبعد عودته إلى اليمن تمت مصادرة جواز سفره العراقي من قبل السفارة العراقية في عدن, وبسبب هذا الإجراء التعسفي لم يستطع السفر إلى هنغاريا لغرض الامتحان ومناقشة الأطروحة.
حصل على اللجوء السياسي في هنغاريا في أواخر عام 1998, ولصعوبات الحياة هناك توجه ألى ألمانيا وحصل على اللجوء الإنساني في عام 2000, حيث عمل عاملاً في المصانع والمعامل الألمانية, ارتبط بعلاقات جميلة مع بعض الفنانين والمثقفين الألمان، ثم عاد إلى الوطن بعد انهيار النظام الدكتاتوري عام 2003.
بعد عودته إلى العراق، تم تعيينه في قسم الآثار- كلية الآداب، محاضراً في مادة الفنون القديمة - عمارة وفنون اليونان والرومان - ومواد أخرى في مجال تخصصه.
يعد جبار الشباني أحد المؤسسين لقسم التربية الفنية في كلية التربية بنات, وبعد ذلك في كلية الفنون الجميلة في جامعة القادسية.
عضو رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين في المنفى.
عضو اللجنة التنفيذية للرابطة - فرع اليمن الديمقراطية - عدن - في منتصف ثمانينات القرن الماضي.
عضو رابطة المعلمين الديمقراطيين - فرع عدن.
عضو نقابة المعلمين - فرع الديوانية.
عضو نقابة الفنانين - فرع الديوانية.
الحالة الاجتماعية:- متزوج وأب لثلاثة أولاد وثلاث بنات.