العراق يستقبل العام الجديد باحتفالات متنوعة وحاشدة

طريق الشعب
احتفل العراقيون ليل الأحد الماضي، بأعياد رأس السنة الميلادية، في صورة لم يعهدها البلد من قبل. فقد غصت الشوارع والساحات العامة في بغداد والمحافظات والمدن الأخرى، بالمحتفلين من مختلف أطياف المجتمع، ومن كلا الجنسين.
وفيما سُمح للمرة الأولى بدخول الآلاف من أهالي بغداد إلى المنطقة الخضراء، حيث ساحة الاحتفالات الكبرى، شهدت الساحات العامة في غالبية المدن العراقية احتفالات علنية، كشفت عن توق أبناء العراق إلى الأفراح التي فارقتهم سنينا طويلة، على إثر الظروف الصعبة التي عاشها البلد.
وزين المحتفلون السماء بالألعاب النارية، وهتفوا ورقصوا وشغلوا الأغنيات عبر مكبرات الصوت، وطافوا الشوارع بالسيارات، معبرين عن فرحهم بقدوم العام الجديد، الذي امتزج مع فرحتهم بتحقيق النصر الكامل على عصابات داعش الإرهابية.
وللمرة الأولى منذ عام 2003، سمحت السلطات بتوافد أهالي بغداد إلى ساحة الاحتفالات الكبرى داخل المنطقة الخضراء، حيث نظم الموسيقار نصير شمة حفلاً موسيقياً كبيراً برعاية الحكومة العراقية.
ولأول مرة شهد عدد من ساحات مدينة النجف احتفالات علنية في المناسبة، فيما نُصبت شجرة الميلاد في ساحات بغداد والمدن الأخرى، وزينت البنايات ومراكز التسوّق باللافتات الضوئية التي ترحب بحلول عام 2018. كما شاركت فتيات إلى جانب شباب في رقصات جماعية على جسر الجادرية وسط العاصمة.
وقال العديد من أهالي بغداد إن هذه هي المرة الأولى التي يشهدون فيها احتفالاً كبيراً برأس السنة مقارنة بالأعوام السابقة التي خيّمت عليها المخاوف الأمنية.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية وعمليات بغداد، العميد سعد معن، أن قوات الأمن أعدت، الاحد الماضي، خطة مسائية استمرت حتى الصباح لحماية المناسبة، ونشرت عشرات الآلاف من رجال الشرطة في الساحات التي شهدت زخماً أكبر للمحتفلين، بمن فيهم عناصر شرطة المرور الذين انتشروا لتأمين حركة السير ومنع الاختناقات. بينما قُطعت الطرق وسط بغداد، خصوصاً في مناطق زيونة والمنصور والكرادة.
مدينة الموصل هي الأخرى شهدت احتفالات جماهيرية حاشدة، بعد أن تجرعت الويلات طيلة الثلاث سنوات الماضية، تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية التكفيرية. فقد بادر ناشطون مدنيون موصليون، إلى إنشاء شجرة عيد الميلاد كبيرة، على إحدى المنصات وسط المدينة.
وازدحمت أعداد كبيرة من الموصليين، ليل الأحد الماضي، قرب الشجرة، وأطلقت الألعاب النارية، ورقصت وغنت وهتفت، كتعبير عن الفرحة بالعام الجديد، والخلاص من كابوس داعش. كما بعث الموصليون رسائل سلام إلى العالم، وخصوصا إلى المسيحيين من ابناء أم الربيعين، مفادها بأن "المدينة تحررت واصبح بإمكان الجميع الاحتفال فيها بأمان" – على حد تعبير الناشط يونس قيس، احد منظمي الاحتفال.