في قضاء الهندية .. ندوة عن منظمات المجتمع المدني ودورها في التغيير

عاصي دالي
ضيّفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، أخيرا، المنسق العام لـ "جمعية أيادي الرحمة" في محافظتي بابل وكربلاء، المهندس نورس عدنان، الذي تحدث في ندوة بعنوان "منظمات المجتمع المدني ودورها في عملية التغيير".
حضر الندوة جمع من الشيوعيين والناشطين المدنيين والمهتمين بالشأن المجتمعي، وأدارها السيد علي عبد الحسين، الذي قدم نبذة مختصرة عن المنظمات المدنية ودورها في الواقع الاجتماعي.
بعدها ألقى الضيف الضوء على بدايات تأسيس المنظمات الإنسانية المدنية في دول العالم، مشيرا إلى ان الانسان عرف منذ القدم مؤسسات اجتماعية تكافلية بسيطة، تعينه على كسب عيشه، وان هذه المؤسسات تدرجت وتطورت من الأسرة والعشيرة والقبيلة، حتى المدينة والدولة.
وأضاف قائلا ان المجتمع كلما ارتقى في مدارج التحضر، تحول في نظمه وتنظيماته من البساطة إلى التعقيد، ومن الفردية إلى التنوع والتعدد، موضحا ان منظمات المجتمع المدني مرت في الدول الغربية التي تأسست فيها أول الأمر، بمراحل عدة، بداية من قيام الثورة الفرنسية وإسقاط نظام الإقطاع والاستبداد الكنسي، حتى وصلت إلى وضعها الحالي.
وأشار عدنان إلى ان المنظمات المدنية التي تأسست في البداية، تجسد فيها الفكر الداعي إلى الحرية والإخاء والمساواة، الذي من بين رواده الفلاسفة الفرنسيون ديدرو وجان جاك روسو وفولتير، لافتا إلى انه بعد ذلك تبلورت مفاهيم سياسية جديدة، مثل الوطن والدولة والمجتمع المدني الذي نشأ مفهومه خلال الصراع السياسي - الاجتماعي، وظهرت فيه مدرستان: الأولى ليبرالية تدعو إلى الحرية بكل أشكالها السياسية والاقتصادية، وأشهر دعاتها آدم سمث وريمون آرون. والثانية ماركسية تدعو إلى اتخاذ منظمات المجتمع المدني وسيلة للتغيير السياسي من الرأسمالية إلى الاشتراكية وتسريع حركة التغيير.
وتحدث الضيف عن بداية تأسيس المنظمات المدنية في العراق، مشيرا إلى ان ذلك يعود إلى بدايات القرن الماضي، مشيرا إلى ان الفترة التي أعقبت التغيير 2003، شهدت تأسيس المئات من هذه المنظمات في عموم البلاد، رغم عدم فعالية بعضها.
وتابع قائلا انه لا يخفى على احد الدور الكبير الذي لعبته المنظمات الدولية التي عملت في العراق، من تقديم يد العون والمساعدة لإعداد كبيرة من منظمات المجتمع المدني، تمثلت في تدريب كوادرها وإعدادهم في دورات نظمت داخل البلد وخارجه، وتمويل برامجها ونشاطاتها، مضيفا انه بالمقابل تمكنت بعض المنظمات من أن تلعب دورا مهما في تقديم المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب وإعمال العنف، فضلا عن تقديم الدعم القانوني للفئات المهمشة والمستضعفة، ونشر وترسيخ مبادئ السلام والتعايش السلمي وثقافة حقوق الإنسان، وتمكين المرأة ومراقبة الانتخابات وغيرها من المهام.
وفي ختام حديثه أكد عدنان ان مؤسسات المجتمع المدني لا يمكن أن تنمو وتتطور وتقوم بدورها، إلا في ظل نظام ديمقراطي، وانه لا يمكن قيام نظام ديمقراطي من دون وجود ومشاركة تلك المؤسسات، كونها قنوات تتكامل بها العملية الديمقراطية.
وعلى هامش الندوة قدم عدد من الحاضرين مداخلات أجاب عنها الضيف المهندس نورس عدنان بصورة مسهبة.