دورات المياه الصحية في الأماكن العامة تنقصها النظافة رغم ارتفاع أجورها! / ماهر حميد

اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة التاسع عشر من تشرين الثاني يوما عالميا لدورات المياه الصحية، تأكيداً لاهمية دورات المياه الصحية، ومستوى الفائدة التي تقدمها للناس. وافادت الاحصاءات التي نشرت بهذه المناسبة ان هناك حوالي مليار ومئة مليون شخص حول العالم يقضون حاجاتهم خارج دورات المياه.

وعندنا في العراق، يبدو نقص دورات المياه الصحية واضحا في الاماكن العامة والمتنزهات والكراجات الحكومية. وإن توفرت فتكون اسعار الدخول اليها مرتفعة مقارنة بصغر حجمها وسوء خدمتها. وقد قام البعض باستغلال هذا النقص، لجني ارباح عن طريق بناء مرافق صحية في مساحات صغيرة جدا لا تتجاوز 2 - 3 متر مربع وفي مواقع متفرقة في العاصمة بغداد وبشكل عشوائي وغير حضاري. حتى وصل الامر الى تشييدها على الارصفة ووضع تسعيرة لدخولها تتراوح بين 250 الى 500 دينار. كما هو الحال في منطقة النهضة وباب المعظم وساحة النصر وعلاوي الحلة وفي اغلب مناطق العاصمة.
كراج الواسطي في منطقة النهضة الذي شيد حديثا، كان من المفترض ان يكون الدخول الى دورات المياه الصحية الموجودة فيه مجانا للسواق، استنادا الى المبالغ التي تجبى منهم، كاجور دخولية الى الكراج، لكنهم يدفعون اجرة عند استخدامهم هذه المرافق. لتسليط الضوء على هذه المسألة، التقت "طريق الشعب" ببعض المواطنين والسائقين وعدد من اصحاب دورات المياه:

مرافق صحية لاتطاق

المواطن حسن محسن: دورات المياه الصحية الموجودة في الباب الشرقي امر معيب ولا يطاق، ليس لضيق المساحة فقط وانما لقذارة المكان وعدم توفر ابسط الشروط الصحية فيه. وانا اناشد الرقابة الصحية لادارة النقل الخاص، للقيام بواجباتها ومحاسبة المقصرين وانقاذ المواطنين من امراض التيفوئيد وغيرها.
ويقول المواطن خلف حمزة رحمن: عندما ارى دورات المياه غير الصحية في منطقة النهضة ينتابني الالم والحسرة نتيجة عشوائية البناء على الارصفة، وكأننا في قرية مهجورة وليس في العاصمة الكبيرة بغداد. فهذا المكان مقرف برائحته التي لا تطاق لعدم توفر المطهرات والصابون وانقطاع الماء في بعض الاحيان، وقد تم تحديد الاسعار من قبل اصحابها اعتباطاً، فغسل اليدين بمبلغ 250 ديناراً وقضاء الحاجة بمبلغ 500 دينار.
واضاف: من خلالكم اناشد امانة بغداد القيام بواجباتها و بناء دورات مياه صحية آمنة ونموذجية وتقدم الخدمات مجانا اسوة بالحال في اقليم كردستان وازالة هذه المشيدات العشوائية.
للنساء والرجال

المواطنة سعدية كريم وهي ربة بيت يتجاوز عمرها الخمسين عاما كانت تنتظر دورها في الدخول لدورة المياه في ساحة النصر تقول : شيئ محرج ان تدخل المرأة والرجل الى هذا المكان سوية في ساحة النصر، وكان من الافضل ان لا تكون دورات المياه الخاصة بالنساء والرجال متجاورة بهذا الشكل المحرج .
فيما قال السائق علي سلام الذي يعمل في مرأب الواسطي في منطقة النهضة: اعتقدنا ان هذه الخدمات ستقدم للسائقين مجانا في هذا المكان مقارنة بما يجبى منهم من اموال طائلة تقدر بمليارات الدنانير شهريا. لكن الذي حصل انه تم تحديد سعر الدخول بمبلغ 500 دينار واغلب السائقين يدخلونها عدة مرات في اليوم الواحد لكونهم كباراً في السن، مما يؤدي الى استنزاف مداخيلنا. اناشد وزارة النقل الاهتمام بشريحة السائقين وتقديم الخدمات لهم مجانا.

ماذا يقول اصحابها؟

اما صاحب دورة المياه في باب المعظم علي ابو نبعة فيقول : الكثير من المواطنين يتشاجرون معنا بسبب ارتفاع سعر الدخول ولا يعرفون اننا مستأجرون من المؤجر الاصلي من امانة بغداد التي فرضت علينا اسعاراً خيالية. وهل يريد المواطن ان نعمل في هذا المكان بدون فائدة مجزية؟ واضاف علي ان الكثيرين قاموا ببناء هذه الدورات، على حسابهم الخاص. بدورنا نناشد امانة بغداد انشاء دورات مياه صحية آمنة للنساء والرجال، وتقديم هذه الخدمات مجانا، وازالة التجاوز على الارصفة، ومتابعة ادامتها من خلال تعيين عمال تنظيف على الملاك الدائم، ومحاسبة المقصرين، وتحديد الاسعار بما يتناسب مع دخول المواطنين واغلبهم من السواق والكسبة.