طريق الشعب- خاص
بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم المصادف 21 شباط من كل عام، وتواصلا لنشاطات الاتحاد في إدامة الزخم والتوعية من اجل تفعيل قانون اللغات الرسمية في العراق ومنها اللغة السريانية الصادر في 7 كانون الثاني من العام الجاري، نظم اتحاد الأدباء والكتاب السريان ندوة حوارية بعنوان " أضواء على تجربة و مسيرة التعليم السرياني في العراق " وذلك في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الاثنين المصادف 24/2/2014، في المركز الأكاديمي الاجتماعي في عنكاوا، في بداية الندوة التي حضرها رؤساء وممثلو منظمات مدنية وسياسية وشخصيات ثقافية وأكاديمية و رسمية وبرلمانية وحشد من المهتمين بالشأن الثقافي، وفي كلمته الترحيبية المختصرة أوضح روند بولص رئيس اتحاد الأدباء والكتاب السريان و مدير الندوة، ان الاحتفاء باليوم الدولي للغة الام له مدلولاته العميقة عن أهمية تعلم اللغة الام التي يعزز التنوع الثقافي والتعدد اللغوي وضرورة التوعية باتجاه تضافر كل الجهود من اجل الاستثمار الأفضل للتشريعات التي تخص التعليم والتدريس باللغة الأم ومنها لغتها السريانية.
في مداخلة للفنان بنيامين حداد عن الواقع التعليمي والثقافي إبان فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وخاصة بعد صدور قرار 251 بخصوص منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية في 16/4/1972، واصفا بداية تجربة التعليم السرياني بالفعالة في هذه الفترة وخاصة في بغداد حيث كانت أكثر من 50 بالمئة من المدارس تدار و يدرس فيها طلاب من أبناء شعبنا .. كذلك الحال بخصوص النهضة الثقافية من خلال تأسيس العديد من الجمعيات ومراكز وأندية اجتماعية وثقافية ورياضية إضافة إلى تأسيس مجمع اللغة السريانية و اتحاد الأدباء والكتاب السريان..
إلا أن هذا الواقع لم يرض السلطة الحاكمة في بغداد آنذاك، فبدأت بالتضييق على الناشطين في المجال الثقافي والقومي من أبناء شعبنا، و الالتفاف على التعليم السرياني في المدارس ذات الأكثرية من أبناء شعبنا بشتى الطرق، محاولين خرق الإدارات القائمة على هذه التجربة، و للأسف نجحت بذلك. كذلك أكد في مداخلته على ضرورة الاستفادة من إقرار الأخير بكون اللغة السريانية لغة رسمية في العراق، واصفا هذا القانون " قانون اللغات الرسمية " الصادر في السابع من كانون الثاني 2014، بالفرصة الذهبية للنهوض بالتعليم والثقافة السريانية.
في مداخلته بنفس السياق، ألقى جميل زيتو المشرف التربوي الأول المتقاعد، الضوء على تجربته في مجال التعليم السرياني في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ودور الرجال والمعلمين الأوائل الذين دعموا و ساهموا في التعليم السرياني.. متوقفاً عند التحديات و المواقف الصعبة والخطرة التي واجهت العاملين في مجال التعليم السرياني من قبل النظام السابق.
المداخلة الأخيرة في الندوة ساهم بها سليم منصور، خبير المناهج السريانية في وزارة التربية في الإقليم، موضحا بدايات التعليم السرياني في إقليم كردستان بعد انتفاضة آذار المجيدة عام 1991 خاصة بعد صدور قانون رقم 16 في 20/9/ 1992 حيث ينص في الفقرة 4 "على جعل لغات الأقليات لغة تعليم في المرحلة الابتدائية لأبنائها في المناطق التي تقطنها" ، مثنيا على جهود الأوائل وكل الذين ساهموا في إعداد المناهج والكوادر المؤهلة للانطلاق بمسيرة التعليم السرياني في إقليم كردستان. وفي ختام الندوة قدم الاتحاد هدايا تقديرية للمحاضرين في الندوة وساهم في تقديم الهدايا شخصيات برلمانية وأكاديمية من أبناء شعبنا وهم: النائب كمال يلدا، د.صباح المالح ، د.سليم بطرس. وشهدت الندوة التي استمرت زهاء ساعتين ونصف الساعة،مداخلات ومناقشات مهمة آثرت الموضوع.