- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 14 آب/أغسطس 2016 18:55
طريق الشعب
ليس هناك "استبداد شرقي" او "استبداد غربي"، انما هناك استبداد بل استبداد بشع في الشرق وفي الغرب.
هذا هو الاستنتاج المحوري الذي يسعى الى اثباته كتاب "استبداد شرقي ام استبداد في الشرق؟" لمؤلفه د. حسين الهنداوي والصادر حديثا عن "دار المدى".
فهو يحاول تعميق الجدل حول مفهومي “الاستبداد” و”الاستبداد الشرقي”، ومن ذلك ان السلطة الاستبدادية تتضارب في جوهرها مع "جوهر" الانسان الذي هو الحرية. وان الاستبداد هو تعبير عن لحظة انفصام وخلل في بنية وحياة المجتمع او الامة. فلا المناخ او الدين، ولا العرق ولا الجهل ولا نمط الانتاج، او بعضها او كلها، سبب في ظهور الدولة الاستبدادية. بل ان الدولة المؤسسة على الايديولوجيا القومية او العرقية او الدينية او الطائفية او الطبقية الاجتماعية او النخبوية، هي دولة تسلطية واستبدادية الى هذا الحد او ذاك بالضرورة، وان تسميات "الاستبداد العادل" و "الاستبداد المتنور" و"الاستبداد الوطني" و"الاستبداد المؤمن" و"الاستبداد الثوري" هي توصيفات فارغة لا تنفي المضمون الطغياني للنظام الدالة عليه.
وان من الوهم القول ان الدولة الاستبدادية يمكن ان تحمي بعض الحريات والحقوق. وبالتالي من الوهم القول بعلاقة قدرية بين الشرق والاستبداد، او بين آسيا وافريقيا والعبودية، او افتراض علاقة قدرية بين الغرب والديمقراطية او بين اوربا والحرية.
واستطراداً، ليس هناك "تعصب اسلامي" او "تسامح مسيحي" او "تطرف هندوسي" او بالعكس. لأن الايديولوجيات الدينية تحديداً، وليس الدين بذاته، هي ما جعل تاريخ السلطة في الشرق لوحة من الحكومات الاستبدادية اجمالا، كما جعل تاريخ السلطة في الغرب المسيحي حتى الثورة الفرنسية في الاقل، لوحة حافلة بأنظمة الاستبداد المطلق دون اغفال الاستبداد الشمولي في القرن العشرين. ونفس الاستنتاج يصدق على العوالم اليهودية والهندوسية وكافة الديانات الاخرى دون استثناء.
وفيما يثبت الكتاب، ان مفهوم "الاستبداد الشرقي" لم يظهر الا في القرن الثامن عشر، نتيجة لتفاقم الاستعلائية الاستعمارية الاوروبية الحديثة التي انتجت مفهوم "المسألة الشرقية" كتعبير عن جشعها الفظ لتقاسم اسلاب الامبراطورية الاستعمارية العثمانية "الرجل المريض" والمدمر لشعوب عديدة من قبل، يؤكد ايضا ان مفهوم الاستبداد يجد اصوله الاولى في كتاب "الجمهورية" لافلاطون، وان المستبد الاغريقي هو المستهدف لدى افلاطون الذي لم يتطرق الى آسيا او الى الشرق بتاتا. والشيء نفسه عند ارسطو في كتاب "السياسة"، ثم استمر دون تطور حتى منتصف القرن السادس عشر مستهدفا الحكم المطلق لملوك اوروبا، قبل ان يبدأ مفهوم "الطغيان العثماني" في الحلول تدريجيا محل "الخطر العثماني" في الايديولوجية التفوقية الغربية.
وتتسلسل فصول الكتاب بعد المقدمة كما يلي:
* "الاستبداد الشرقي" بين الخرافة والتاريخ.
* تناقضات التأسيس الأرسطي لمفهوم "الاستبداد الآسيوي".
* شرقنةُ واقعٍ غربيّ جدّاً.
* اختراع "الشرق" كضدّ.
* "الاستبداد الشرقي" كحتمية مناخية عند مونتسكيو.
* "الاستبداد الشرقي" كحماقة بشرية عند بولانجيه.
* الاستبداد كقدرٍ شرقي عند هيغل.
* قسرية "نمط انتاج آسيوي" ماركسي.
* "الاستبداد الشرقي" كدونية عرقية، عند ارنست رينان.
* الاستبداد وانواعه كظاهرة بشرية
• الاستبداد السلطاني
• الاستبداد التوتاليتاري
• سلطة العبيد او الاستبداد التابع.
* "استبداد شرقي" ام "استبداد في الشرق"؟