المكسيك .. عشرات الآلاف يطالبون بالقصاص من المجرمين

رشيد غويلب
تجددت الخميس الفائت الاحتجاجات الواسعة، في العاصمة المكسيكية "مكسيكو ستي"، وعموم مدن البلاد للمطالبة بالكشف عن مصير 43 طالبا يساريا، اختفت آثارهم في وقت سابق.
وتجددت الاحتجاجات بمناسبة الذكرى 104 ليوم الثورة المكسيكية، وللتضامن مع الطلبة وذويهم، ولرفض التعاون الخفي بين قوى اليمين، وجهاز الشرطة، وعصابات الجريمة المنظمة. وتشهد مدن المكسيك منذ عدة أسابيع احتجاجات متواصلة لمعرفة حقيقة ما حدث.
وانطلقت الجموع مساء الخميس الفائت من ثلاثة أماكن رمزية في مكسيكو ستي، وسار المتظاهرون باتجاه ساحة زوكالو الرئيسية.
وشارك في الحركة الاحتجاجية، التي نظمها ذوو الطلبة المختطفين القادمين من ولاية غيريرو الاتحادية، النقابات العمالية، ومنظمات الفلاحين والحركات الاجتماعية، وجاب المحتجون لعدة ايام مدن البلاد المختلفة، لإثارة انتباه الرأي العام بشأن ملف قضية المختطفين، الذي ما زال  دون حل.
وفي نهاية المسيرة، التي شارك فيها أكثر من 100 الف متظاهر يرتدون الملابس السواء، والغامقة تعبيرا عن حزنهم، وحاول بعض المحتجين إزالة الحواجز الموضوعة أمام القصر الوطني، وقاموا بإلقاء مواد حارقة، والعاب نارية باتجاه القصر مرددين "قتلة، قتلة".
وقام آخرون بإحراق دمية تمثل رئيس الجمهورية نريكي بينيا نييتو. من جانبها قامت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، لتفريقهم وإخلاء الساحة منهم، ووفق المعلومات الرسمية قامت الشرطة باعتقال 31 متظاهرا.
وفي السادس والعشرين من ايلول الفائت قامت الشرطة، وأفراد من عصابة "الحرب المتحدة"، التي تمتهن تهريب المخدرات باختطاف 43 طالبا يساريا في كلية المعلمين في مدينة اغوالا المكسيكية.
وتقول الرواية الرسمية ان الخاطفين سلموا الضحايا لعصابة من عصابات الجريمة المنظمة، وان بعض اعضاء هذه العصابة اعترفوا بقيامهم بقتل طلبة كلية المعلمين. وتشك عوائل الضحايا، وزملاؤهم بصحة نتائج التحقيق المعلنة. ولهذا طالب المحتجون في تظاهرات الخميس، في العاصمة المكسيكية، بالكشف الكامل عن ملابسات الجريمة. من ناحية أخرى، وفي اطار البحث داخل مدينة إغوالا، تم العثور على أكثر من عشرين مقبرة جماعية. و كانت لا تحوي رفات  الطلاب المختطفين، فمن يا ترى دفن بداخلها؟
وشهدت ولايات غيريرو، موريلوس وبويبلا وغواناخواتو وتاماوليباس، مسيرات احتجاج مماثلة. وكتب على اللافتات "انهم ليسو 43، انهم آلاف". ويقدر عدد المختطفين المختفية أثارهم في المكسيك بـ 20 الف ضحية. و في اشارة ليوم الاحتفال يذكرى الثورة المكسيكية، ورفع المتظاهرون لافتة تقول: "العاشر من تشرين الثاني، ليس يوماً للاحتفال". وفي جامعات البلاد ومعاهدها العليا نظم الطلبة موجة إضرابات متزامنة.
وتحاول الحكومة بهذه الاثناء تجريم الحركة الاحتجاجية. واثارت تصريحات رئيس الجمهورية، التي أدلى بها الاربعاء الفائت غضباً شديداً بين اوساط واسعة من السكان، بسبب وصفه الاحتجاجات بـ"محاولة لإثارة الاضطرابات". ويرى محللون ان الحملة القمعية التي يشنها رئيس البلاد، هي محاولة للهرب الى امام، وهي ممارسة موروثة من الماضي، يمكن تلخيصها ان الحكام يراهنون على العنف، وتخويف المجتمع، ولكن هذه الوسائل فقدت الكثير من مفعولها، بسبب عدم شعور السياسيين بالمسؤولية، لهذا يقول المتابعون "ان على الرئيس المكسيكي ان ينتخب شعبا آخر".
وتضامنا مع الطلبة المختطفين والحركة الاحتجاجية المطالبة بالكشف عن مصيرهم، جابت العديد من البلدان مسيرات تضامنية ضمن حملة "المختطفين"، التي نظمت في العشرين من الشهر الحالي. وكما اشارت وسائل اعلام مكسيكية، فان تظاهرات، وتجمعات تضامنية جابت 60 مدينة في 33 بلداً.