زرت مدينة الرقة مرة واحدة ليومين عام 90 تقريبا ً، بدعوة من منتدى ثقافي شعري أهلي لشباب موغلين في الحوار والكتب والجمال .

كان الفرات هو الحاضر الدائم في كل أمسية ، في كل غناء، في كل كلام . فغرقت بطيبة الكل ، وكأنهم أهلي وجيراني. المزارع يدعوك ، ويلزمك بتلبية الدعوة ، المهندس ، الشيخ، الشرطي ، الفنان ، صاحب المقهى كذلك. أحيانا ً يتفقون في ما بينهم لنفترش الفرات ، البعض يصطاد السمك ، والآخر يشوي ، والياس خضر يصدح من المسجلة . في بيت أحد الشيوخ استمعت لتسجيلات اغان لياس خضر لم يعرفها أحد ، لانها من جلسة خاصة لياس مع ذلك الشيخ في الرقة.

يومان ودموعي تهطل بعفوية دون رغبة ٍ مني اينما ذهبت هناك ، لهذا التماس الحسي والاجتماعي والفني. كان من المفترض ان اكمل طريقي لتلبية دعوة شباب مماثلة في دير الزور والميادين والبو كمال ، فاعتذرت لنفاد رصيدي من الدموع ، وقلت ممازحا : إنْ وصلتُ الميادين والبوكمال بذات السياق ، فعلي تسليم نفسي بعدها لاقرب مخفر شرطة حدودي عراقي ، وليكن ما يكون ..

امس واليوم أحاول بالحاح استعادة وجوه كل من التقيته في الرقة ، لاتمنى له ولأهله ولمن حوله السلامة والأمان .. سلامات .

لقد سرقوا منّا حتى لحظات البهجة بهطول المطر. فهي تزخ هنا منذ الأمس ، لكن لا يخطر ببالك سوى الاطفال في مخيمات النزوح واللجوء من العراقيين والسوريين، وهم بالملايين..

ما الذي تبقى لنا اذا ، سرقوا واغتالوا كل ماهو جميل ، حتى المشاعر ..

قال ان جماهير ريال مدريد سيقدمون شكوى الى الفيفا ضد المعلّق الرياضي التونسي عصام الشوالي ، لانّه فاقد للحيادية كمعلّق في قناة شهيرة. وهي المرة الأولى التي تتفق فيها عشائر العرب ومن كل الطوائف في أمر ٍ ما. وسيرفقون شكواهم بالتسجيل الصوتي للشوالي المتهم بانحيازه لميسّي الذي حطّم ارقام الهدافين في الدوري الاسباني وكذلك في الدوري الاوروبي ، اذ قال الشوالي عنه:

أنا الذي نظر الأعمى الى قدمي

وأطربتْ مراوغاتي من به صمم ُ

أنا ميسّي كبيرهمو على صغري

أنا الساحر الفتّان في عالم القدم ِ

( بينما جماهير المتنبي لم تعترض ) .