قوات التلثم السريع / شاكر عبد جابر

افاد معتصمو ساحة التحرير يوم الثلاثاء ان مجاميع ملثمة استخدموا الهراوات والغازات المسيلة للدموع، وسرعان ما تأكد الخبر عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وبالصوت والصورة موضحة مدى العنف الذي رافق فض الاعتصام.
ولأننا نحن العراقيين سئمنا ومللنا كثرة التلثم واستخداماته المرعبة، فهو يصاحب اي حالة استهتار بأي شكل وأي وسيلة، لتنفيذ غاية على قدر كبير من الخسة، حتى وان رافق التلثم هذا ضربة عصا "الحبيب"، حيث اشتكت احداهن زوجها لانه ضربها وهو ملثم، قائلةً ليضربني متى شاء وهو يعلم ان لا احد يردعه ولكن لماذا يتلثم.
هذه المرة قطعت قوات عمليات بغداد الشك باليقين وأعلنت انها هي من فض الاعتصام، واذا كان الأمر كذلك لماذا التلثم، من يخاف من مَن ومن ماذا!!؟
عمليات بغداد وهي تؤكد الخبر لم تتركه على علاته بل أضافت له نكهة "النكتة السمجة" حين قالت أنها فضت الاعتصام كي لا تستغله المجاميع الارهابية وتستهدف المعتصمين. يبدو لهذا السبب أرسلت عمليات بغداد سيارات تكسي وباصات نقل كبيرة وبسواق ملثمين لنقل المعتصمين الى بيوتهم، وتلثم السواق هنا كي لا يخجل المعتصمون منهم.
عمليات بغداد بدل أن تستدير الى الوراء وهي مدججة بالغازات المسيلة والهراوات والرصاص الحي وتعطي ظهرها للمعتصمين ووجهها للإرهاب الذي يستهدفهم، وتكون قد وضعتنا امام فلم "هم" هندي ونحن نضحك على الارهاب وعيونه تدمع من الغاز وبالتأكيد منهم من يتقيأ والأخر مغمى عليه.
عمليات بغداد زادت التلثم تلعثما وهي تشكر ضحايا الغازات السامة والهراوات في ساحة الطيران على تعاونهم معها.
شكرا لقواتنا الملثمة وهي تجهز على الضحية قبل ان يجهز عليها الإرهاب، شكراً لكم وانتم تفوتون الفرصة على الارهاب.
وليعلم متظاهرو ساحة التحرير، ان سلاحكم أمضى من هراواتهم وأقوى من قنابلهم المسيلة للدموع والقئ. سلميتكم سلاحكم، أمضوا به حتى الوطن الأخير، هو الاقوى.