منظمات المرأة العربية صامتة تجاه انتهاكات داعش لنساء العراق

بغداد – طريق الشعب
تتراكم الأدلة بشكل يومي على حوادث اختطاف نساء الأقليات الدينية في شمال العراق حيث يتعرضن للاغتصاب والاستعباد على يد قوات الحركة الأصولية المتطرفة داعش، وسط صمت مطبق بين منظمات حقوق المرأة العربية المنشغلة بأمور أخرى في الوقت الحاضر.
والتفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الى الأزمة الحالية التي تطارد نساء الطائفتين المسيحية و الايزيدية في المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش، حيث نشرت تقريرا يتابع صدى الأزمة ويتحقق من ملابساتها وكيفية مواجهتها من قبل الدول والمنظمات النسائية.
وبحسب الغارديان، لم يتحدث الكثيرون على المستوى السياسي العراقي عن الأزمة سوى عضو البرلمان العراقي "فيان دخيل"، التي ناشدت في إحدى الجلسات البرلمانية النواب للتدخل و إنقاذ الطائفة الايزيدية من الإبادة على يد قوات داعش وإنقاذ نساء الطائفة من التعرض للاغتصاب والاستعباد.
وأشار التقرير، إلى صمت معظم المنظمات المعنية بشؤون المرأة عن الأوضاع التي تعانى منها نساء الأقليات في العراق، وانشغال تلك المنظمات بأوضاع المرأة في غزة التي تعرضت طوال الشهر الماضي للعدوان الإسرائيلي.
ويرى التقرير أن العالم العربي يغيب عنه حقيقة تواجد الأقليات بين جنباته، فالعالم العربي وفقا لمنظور الكثيرين من أبنائه هو عالم "مسلم"، لهذا تحظى قضايا النساء الأقليات في العراق بإهمال جسيم من قبل المنظمات المعنية بالأمر، والتي من واجبها توجيه الإدانة للأفعال الإجرامية والوحشية التي ترتكبها داعش في حق نساء الطائفتين المسيحية و الايزيدية في العراق.
ويحثّ التقرير منظمات حقوق المرأة في العالم العربي على إدانة تلك الجرائم والضغط على الحكومات لتوفير الملجأ لهؤلاء النساء، وتوثيق ما تعرضن له من جرائم من أجل استقطاب قرار من المؤسسات الدولية يجرم داعش بالأدلة المتوفرة.
والموضوع ذاته، طالبت رابطة المرأة العراقية، في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، مجلس البرلمان ايجاد حلول عاجلة للنساء في مناطق النزاع.
وقالت الرابطة في بيانها، "ونحن نعيش أياما قاسية وأزمة لم يمر العراق بسابقة لها من حيث السرعة في اختراق الوضع الأمني وزعزعته، نطالبكم بتغيير سريع في أولوياتكم"، مضيفة "لقد فرطتم أخيرا بأغلى ما يمتلكه العراق، بنسائه وبناته اللواتي سبين ليعرضن للبيع في سوق العبيد والنخاسة كالجواري، وشردن واغتصبن وقتلن وافترشن الأرض في الحدائق العامة وفوق الجبال".
وختم البيان، قائلا "أسرعوا لتبديل مخططكم ووحدوا كلمتكم ليكون الوطن والمواطن في مقدمة نقاشاتكم بدلا من اقتتالكم داخل قبة البرلمان".
من جهته، ادان التيار الديمقراطي في استراليا، ما تتعرض له المرأة العراقية من قبل الجماعات الارهابية، قائلا في بيان، تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "تدين لجنة المرأة في التيار الديمقراطي العراقي في استراليا الممارسات الإجرامية الشرسة والمتخلفة التي تمارسها عصابات داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية ضد النساء العراقيات بصورة عامة والنساء من أتباع الديانات والمذاهب المتنوعة في العراق بحجج متخلفة لا تتماشى مع التطور الحضاري العالمي".
واضاف "حان الوقت الآن لتبني مطالب نافذة وقوية تدعو لضمان حياة النساء العراقيات اللواتي عانين من حملات الإبادة المتخلفة وستعمل لجنتنا بجدٍ لتحشييد كافة منظمات المجتمع المدني والنساء المتواجدات في الساحة الأسترالية وكذلك منظمات حقوق الانسان من أجل رفع اصواتنا مطالبين بتوفير حياة حرة كريمة لكل النساء العراقيات بعيداً عن المحاصصات الطائفية والعنصرية المتخلفة بكل أشكالها".